نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 705
الإدراك الإحاطة ، لأن البيت محيط بما فيه وليس مدركا له ، فقوله تعالى : { لا تدركه الأبصار } معناه : لا تراه الأبصار ، وهذا مدح ينفي رؤية الأبصار كقوله تعالى : { لا تأخذه سنة ولا نوم } [1] وما تمدح الله بنفيه عن نفسه فإن إثبات ضده ذم ونقص فغير جائز إثبات نقيضه بحال ، كما لو بطل استحقاق الصفة بلا تأخذه سنة ولا نوم لم يبطل إلا إلى صفة نقص ، فلما تمدح بنفي رؤية البصر عنه لم يجز إثبات ضده ونقيضه بحال ، إذ كان فيه إثبات صفة نقص . ولا يجوز أن يكون مخصوصا بقوله تعالى : { وجوه يومئذ ناضرة * إلى ربها ناظرة } [2] لأن النظر محتمل لمعان ، منه انتظار الثواب كما روي عن جماعة من السلف ، فلما كان ذلك محتملا للتأويل لم يجز الاعتراض عليه بما لا مساغ للتأويل فيه ، والأخبار المروية في الرؤية إنما المراد بها العلم لو صحت ، وهو علم الضرورة الذي لا تشوبه شبهة ولا تعرض فيه الشكوك ، لأن الرؤية بمعنى العلم مشهورة في اللغة [3] . * * * العاشر : أن من كتب حول الرؤية من إخواننا أهل السنة - من غير فرق بين النافي والمثبت - فقد دق كل باب ، ورجع إلى كل صحابي وتابعي ، ومتكلم وفيلسوف ، ولكن لم يدق باب أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وفي مقدمتهم الإمام علي ( عليه السلام ) باب علم النبي وأقضى الأمة وأحد الثقلين اللذين تركهما النبي ( صلى الله عليه وآله ) لهداية الأمة ، فقد طفحت خطبه التوحيدية بتنزيهه سبحانه عن رائحة التجسيم وشوب الجهة
[1] البقرة : 255 . [2] القيامة : 22 - 23 . [3] محمد بن علي الرازي الجصاص ، أحكام القرآن 3 : 4 .
705
نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 705