نام کتاب : أضواء على عقائد الشيعة الإمامية نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 690
3 - إن الرؤية مسألة اجتهادية تضاربت فيها أقوال الباحثين من المتكلمين والمفسرين ، وكل طائفة تمسكت بلفيف من الآيات ، فتمسك المثبت بقوله سبحانه : { إلى ربها ناظرة } وتمسك النافي بقوله سبحانه : { لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير } [1] . فكيف يكون إنكار النافي ردا للقرآن ، ولا يكون إثبات المثبت ردا له ؟ وإذا جاز التأويل لطائفة لما يكون مخالفا لعقيدته ، فكيف لا يسوغ لطائفة أخرى ؟ وليست رؤية الله يوم القيامة من الأمور الضرورية التي يلازم إنكارها إنكار الرسالة ولا إنكار القرآن ، بل كل طائفة تقبل برحابة صدر المصدرين الرئيسيين - أعني : الكتاب والسنة - ولكن تناقش في دلالتهما على ما تدعيه الطائفة الأخرى ، أو تناقش سند الرواية وتقول : إن القول بالرؤية عقيدة موروثة من اليهود والنصارى أعداء الدين ، وقد دسوا هذه الروايات بين أحاديث المسلمين ، فلم يزل مسلمة اليهود والنصارى يتحينون الفرص لتفريق كلمة المسلمين وتشويه تعاليم هذا الدين ، حتى تذرعوا بعد وفاة النبي بشتى الوسائل إلى بذر بذور الفساد ، فأدخلوا في الدين الحنيف ما نسجته أوهام الأحبار والرهبان . 4 - أن الاعتقاد بشئ من الأمور من الظواهر الروحية لا تنشأ جذوره في النفس إلا بعد تحقق مبادئ ومقدمات توجد العقيدة ، فما معنى قول من يقول في مقابل المنكر للرؤية : السيف السيف ، بدل أن يقول : الدراسة الدراسة ، الحوار الحوار . أليس شعار " السيف السيف " ينم عن طبيعة عدوانية قاسية ، ونفسية خالية من الرحمة والسماحة ؟ ! وأنا أجل إمام دار الهجرة عن هذه الكلمة .