responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 86


فقال أحمد أمين : الهداية والارشاد والتهذيب .
فقال له الشيخ : إذن فهل يحصل الارشاد من شخص يقول : لا تكذب وهو يكذب ؟ ولا تشرب الخمر وهو يشرب الخمر ؟ ولا تزن وهو يرتكب الزنا ؟
وهل يحصل الغرض ، وتتم الفائدة من الهداية من شخص يجوز عليه الغلط ، والغفلة ، والنسيان ، والاشتباه ؟ ! لا شك في أن الجواب بالسلب .
وإذا كان إرسال الرسل ، وبعث الأنبياء واجبا بالحكمة حسب العناية الأزلية ، فالعصمة أشد لزوما ، وأقوى وجوبا ، وإلا بطل الغرض ، وماتت الفائدة ، وانتقضت الحكمة .
فسأله أحمد أمين : ما الدليل على انفتاح باب الاجتهاد عندكم ؟
فأجابه الشيخ : وما الدليل على انسداده ؟ ! وأية آية أو خبر تدل بالحجر على العقول ، والضغط على الأفكار ، وسلب هذه الحرية الفكرية التي منحها الله تعالى لعباده ، وكانت من أفضل نعمه على خلقه ؟ ! .
غاية ما هناك أن الله سبحانه وتعالى رأفة بالعباد ، ورفعا لمشقة الاجتهاد ، ورعاية لحفظ نظام الهيئة الاجتماعية ، ووجوب قيام كل طائفة لشأن من الشؤون الضرورية ، فتتوزع الأعمال ، وتتبادل المنافع ، لذلك كله رفع وجوب الاجتهاد عن كل فرد من المكلفين ، وأطلق لهم السراح في ذلك ، فجعل وجوبه كفائيا ، وأجاز رجوع العامة إلى المجتهدين وتقليدهم في أمور الدين . أما من أنفت نفسه ، وسمت همته عن حطة التقليد وخطة الأتباع ، وأراد أن يأخذ الحكم من دليله على قواعد الفن والصناعة ، فأي دليل على منعه وحجر ذلك عليه ؟ ! وهل نجد عاقلا في الدنيا يمنع عن العلم ويأمر بالجهل ؟ وإن مذهبا يكون هذا الحكم من دعائمه وقواعده أحرى بأن يسمى مذهب الجهالة والتضليل ، ومن آراء العصور المظلمة ، وبقايا أديان الجاهلية والاستبداد ، هذا أما دين الاسلام فهو أرفع وأنصع من ذلك ، ولو لم يكن دليل

86

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 86
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست