responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 63


الخوض في غماره ، واجتياز عبابه ، وهذا الأمر ما كان يمتلكه الشيخ كاشف الغطاء ، فوق في ذلك أيما توفيق .
والحق يقال : إن امتلاك هذه القدرات الواسعة في جملة تلك العلوم قد مهدت السبيل أمام شيخنا المترجم للتربع على عرش المرجعية العامة للشيعة ، والتي تعد بحق شرفا عظيما ، ومنزلة رفيعة ، لا ينالها إلا القلة من ذوي الجد والاجتهاد ، والتقوى والإيمان .
ففي عام ( 1337 ه‌ ) وبعد وفاة السيد اليزدي رحمه الله تعالى والذي كان يعد مرجعا كبيرا من مراجع التقليد اتجهت الأبصار نحو الشيخ كاشف الغطاء ، فتوافد على درسه الفضلاء والعلماء ، وتطلعوا عن كثب مدى ما ينسب إليه من كبير الفضل ، وعظيم المنزلة ، فوجدوا الوصف عن الموصوف ، والحقيقة تقصر عنها الحكاية ، فأقر الجميع بعلميته ، وثنيت له الوسادة ، وشاع في الأصقاع ما عليه من تلك السمات المؤهلة لتسنم المرجعية الشيعية ، فتعاظم عدد مقلديه في أنحاء العالم المختلفة ، مما دفعه ذلك بعد نشره لرسائله العملية إلى إعادة طبعها مرارا وتكرارا ، لزيادة الطلب عليها ، وتكاثر أعداد مقلديه .
وهكذا فقد توطدت مرجعية الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى ، وكان ذاك إيذانا لتحمله عبء أعظم المسؤوليات المناطة بمراجع الأمة ، لا سيما وقد كان العالم الاسلامي أبان تلك الحقبة يشهد جملة واسعة من التغيرات والتطورات والانتكاسات التي تستلزم معالجة واقعية حاسمة ، ومواقفا شجاعة ثابتة لدرء حالات النكوص والانهزام والتبعثر التي أصبحت سمة غالبة مشخصة لواقع المجتمع الاسلامي آنذاك .

63

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 63
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست