القضاء والحكم : لولاية القضاء ونفوذ الحكم في فصل الحكومات بين الناس منزلة رفيعة ، ومقام منيع ، وهي عند الإمامية شجن من دوحة النبوة والإمامة ، ومرتبة من الرئاسة العامة ، وخلافة الله في الأرضين [ يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالعدل ] [1] [ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ] [2] . كيف لا ، والقضاة والحكام أمناء الله على النواميس الثلاثة : النفوس ، والأعراض ، والأموال . ولذا كان خطره عظيما ، وعثرته لا تقال ، وفي الأحاديث من تهويل أمره ما تخف عنده الجبال ، مثل قوله عليه السلام : القاضي على شفير جهنم ، ولسان القاضي بين جمرتين من نار " [3] . " يا شريح قد جلست مجلسا لا يجلسه إلا نبي ، أو وصي نبي ، أو شقي " [4] . وفي الحديث النبوي : " من جعل قاضيا فقد ذبح بغير سكين " [5] . إلى كثير من نظائرها . والحكم الذي يستخرجه الفقيه ويستنبطه من الأدلة إن كان على