responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 251


حديث الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو من أهم الواجبات شرعا وعقلا ، وهو أساس من أسس دين الاسلام ، وهو من أفضل العبادات ، وأنبل الطاعات ، وهو باب من أبواب الجهاد ، والدعوة إلى الحق ، والدعاية إلى الهدى ، ومقاومة الضلال والباطل ، والذي ما تركه قوم إلا وضربهم الله بالذل ، وألبسهم لباس البؤس ، وجعلهم فريسة لكل غاشم ، وطعمة كل ظالم .
وقد ورد من صاحب الشريعة الاسلامية ، وأئمتنا المعصومين صلوات الله عليهم ، في الحث عليه ، والتحذير من تركه ، وبيان المفاسد والمضار في إهماله ما يقصم الظهور ، ويقطع الأعناق . والمحاذير التي أنذرونا بها عند التواكل والتخاذل في شأن هذا الواجب قد أصبحنا نراها عيانا ، ولا نحتاج عليها دليلا ولا برهانا .
ويا ليت الأمر وقف عند ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولا يتجاوزه إلى أن يصير المنكر معروفا والمعروف منكرا ، ويصير الآمر بالمعروف تاركا له ، والناهي عن المنكر عاملا به ، فإنا لله وإنا إليه راجعون [ ظهر الفساد في البر والبحر ] [1] فلا منكر مغير ، ولا زاجر مزدجر . لعن الله الآمرين بالمعروف التاركين له ، الناهين عن المنكر العاملين به [2] .



[1] الروم 30 : 41 .
[2] ولله دين الاسلام ما أوسعه وأجمعه لقوانين السياسة الدينية والمدنية ، وأمهات أسباب الرقي والسعادة . فلما جعل الشارع الأحكام ، ووضع الحدود والقيود للبشر ، والأوامر والنواهي بمنزلة القوة التشريعية ، احتاج ذلك إلى قوة تنفيذية ، فجعل التنفيذ على المسلمين جميعا ، حيث أوجب على كل مسلم ( الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ) ليكون كل واحد قوة تنفيذية لتلك الأحكام ، فكلكم راع وكلكم مسؤول [ عن رعيته ] ، والجميع مسيطر على الجميع . فإذا لم تنجح هذه القوة ، ولم يحصل الغرض منها بحمل الناس على الخير ، وكفهم عن الشر ، فهناك ولاية ولي الأمر ، والراعي العام ، والمسؤول المطلق ، وهو الإمام أو السلطان المنصوب لإقامة الحدود على المجرمين ، وحفظ ثغور المسلمين . وفي وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، والعمل به من الفوائد والثمرات ، وعظيم الآثار ، ما يضيق عنه نطاق البيان في هذا المقام ، ولكن هل تجد مثل هذه السياسة في دين من الأديان ؟ وهل تجد أعظم وأدق من هذه الفلسفة أن يكون كل انسان رقيبا على الآخر ، ومهيمنا عليه ؟ وعلى كل واحد واجبات ثلاثة : أن يتعلم ويعمل ، وأن يعلم ، وأن يبعث غيره على العلم والعمل ؟ فتأمل وأعجب بعظمة هذا الدين ، وأعظم من ذلك وأعجب من حالة أهليه اليوم ، فلا حول ولا قوة إلا بالله . " منه قدس سره " .

251

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 251
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست