خليفة بطرق متعددة : منها : بسنده عن النبي صلى الله عليه وآله : " إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة " . قال [ الراوي ] : ثم تكلم بكلام خفي علي فقلت لأبي : ما قال ؟ . قال : كلهم من قريش . وروى أيضا : " لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا " . وروى أيضا : " لا يزال الاسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة " [1] . وما أدري من هؤلاء الاثنا عشر ؟ والقوم يروون عنه صلى الله عليه وآله : الخلافة بعدي ثلاثون ثم تعود ملكا عضوضا [2] . دع عنك ذا فلسنا بصدد إقامة الدليل والحجة على إمامة الاثني عشر ، فهناك مؤلفات لهذا الشأن تنوف على الألوف ، ولكن القصد أن نذكر أصول عقائد الشيعة ورؤوس أحكامها المجمع عليها عندهم ، والعهدة في إثباتها على موسوعات مؤلفاتهم . وهنا نعود فنقول : الدين علم وعمل ، وظائف للعقل ووظائف للجسد ، فهاهنا منهجان : الأول : في وظائف العقل .
[1] هذه الأحاديث وغيرها من التي تنحو عين منحاها ، روتها كتب العامة بكثرة وبأسانيد متعددة يصعب حصرها ، ولكن انظر على سبيل المثال لا الحصر : صحيح البخاري ( كتاب الأحكام ) صحيح مسلم ( كتاب الإمارة ) ، سنن الترمذي ( كتاب الفتن ) ، مسند أحمد 1 : 398 ، 406 ، و 5 : 86 ، 90 ، 93 ، 98 ، 99 ، 101 ، 106 ، 107 ، المعجم الكبير للطبراني 2 : 412 . [2] أنظر : فتح الباري 8 : 77 ، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 12 : 297 ، البداية والنهاية 3 : 319 .