responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 150


جبير ، وسعيد بن المسيب ، والأصبغ بن نباتة ، وسليمان بن مهران الأعمش ، ويحيى بن يعمر العدواني صاحب الحجاج [1] ، وأمثال هؤلاء ممن يطول



[1] لعل المتبادر إلى أذهان البعض أن لهذا الرجل صحبة مع الحجاج لعنه الله تعالى ، إلا أن لذلك واقعة مشهورة بين الاثنين عرف ابن يعمر بها ، ومن ذلك فإن الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله تعالى أشار إلى ذلك الأمر مجرد إشارة لوضوحه . وتلك الواقعة يرويها الشيخ الكراجكي ( المتوفى سنة 449 ه‌ ) في كتابه الشهير كنز الفوائد ( 1 : 357 ) : قال : قال الشعبي : كنت بواسط ، وكان يوم أضحى ، فحضرت العيد مع الحجاج فخطب خطبة بليغة ، فلما انصرف جاءني رسوله ، فأتيته فوجدته جالسا مستوفزا ، فقال : يا شعبي ، هذا يوم أضحى ، وقد أردت أن أضحي برجل من أهل العراق ! وأحببت أن تسمع قوله فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به ! . فقلت : أيها الأمير ، لو ترى أن تتسنن بسنة رسول الله صلى الله عليه وآله وتضحي بما أمر أن يضحي به ، وتفعل مثل فعله ، وتدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره . فقال : يا شعبي ، إنك إذا سمعت ما يقوله صوبت رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله ، وإدخاله الشبهة في الاسلام ! قلت : أفيرى الأمير أن يعفني من ذلك ؟ قال : لا بد منه . ثم أمر بنطع فبسط ، وبالسياف فأحضر ، وقال : احضروا الشيخ . فأتوه به ، فإذا هو يحيى بن يعمر ، فاغتممت غما شديدا ، وقلت في نفسي : وأي شئ يقوله يحيى مما يوجب قتله . فقال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق ؟ . قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق . قال : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين من ذرية رسول الله ؟ قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قائل بحق . قال : وبأي حق قلت ؟ قال : بكتاب الله عز وجل . فنظر إلي الحجاج وقال : اسمع ما يقول ، فإن هذا مما لما أكن سمعته عنه ، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمد رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] ؟ فجعلت أفكر في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئا يدل على ذلك . وفكر الحجاج مليا ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عز وجل : [ فمن حاجك من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ] [ آل عمران 3 : 61 ] . وأن رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين [ عليهم السلام ] ؟ قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سرورا ، وقلت في نفسي : قد خلص يحيى . وكان الحجاج حافظا للقرآن ! فقال يحيى : والله إنها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلت . فاصفر وجه الحجاج وأطرق مليا ، ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك فلك عشرة آلاف درهم ، وإن لم تأت بها فأنا في حل من دمك . قال : نعم . قال الشعبي : فغمني قوله وقلت [ في نفسي ] : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فإن جاءه بعد هذا بشئ لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو . فقال يحيى : قول الله عز وجل : [ ومن ذريته داود وسليمان ] [ الإنعام 6 : 84 ] من عنى بذلك ؟ قال الحجاج : إبراهيم . قال : فداود وسليمان من ذريته ؟ قال : نعم . قال يحيى : ومن نص الله تعالى عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟ فقرأ الحجاج : [ وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين ] . قال يحيى : ومن ؟ قال : [ وزكريا ويحيى وعيسى ] . قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ولا أب له ؟ ! قال : من قبل أمه مريم . قال يحيى : فمن أقرب ، مريم من إبراهيم أم فاطمة من محمد صلى الله عليه وآله ؟ وعيسى من إبراهيم أم الحسن والحسين عليهم السلام من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قال الشعبي : فكأنما القمه حجرا . فقال : أطلقوه قبحه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم ، لا بارك الله له فيها . . .

150

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست