responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 148


أبو سفيان الذي ما قامت راية حرب على النبي ألا وهو سائقها وقائدها وناعقها ، والذي أظهر الاسلام كرها وما زال يعلن بكفره وعدائه للاسلام ، وهو الذي يقول لما صارت الخلافة إلى بني أمية : تلقفوها يا بني أمية تلقف الكرة ، فوالذي يحلف به أبو سفيان [1] ما من جنة ولا نار [2] !
نعم ، هذا بحكم المسلمين مات مسلما [3] ، وأبو طالب حامية الاسلام



[1] أي باللات والعزى .
[2] أنظر : الاستيعاب 4 : 87 ، مروج الذهب 3 : 86 .
[3] وذلك والله من عجب العجاب ، فأنى تظل العقول مسترسلة في غيها وغفوتها ، وحتى م يبقى هذا الحجاب من الغفلة والجهل يطوي مكامن العقول ولباب الحقائق ، بل ومتى يتوقف البعض ولو قليلا ليدرك عمق ما يتقوله دون حجة ولا دليل ، ولا سلطان مبين . . فمن هو أبي سفيان ، وما هو تأريخه ، بل وهل هو خاف على أحد ليأتي من يأتي في آخر الزمان ، مرددا ارهاصات وتخرصات الأمويين السقيمة لتجميل وجه شيخهم الكالح البغيض ، وهو ما نقرأه بين الآونة والأخرى في كراسات وقصاصات صفراء متغضنة ، وإلا فهل خفي على أحد أن هذا الرجل كان من أكثر المؤلبين على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وقائد الأحزاب ، والمتعبد باللات والعزى ، والذي أنفق جل أمواله في محاربة الله ورسوله حتى نزل فيه على ما يروي الرازي في تفسيره قوله تعالى [ إن الذين كفروا لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله شيئا ] والذي ما نطق بالشهادتين إلا مكرها ، مسرا للعداوة ، مبطنا للكفر ، متحينا للفرص السانحة ، كيدا بالاسلام وأهله ، حتى لقد روت عنه الكثير من المصادر التاريخية المختلفة ، وكتب التراجم والسير العديد من الأخبار التي تطعن في صحة إسلامه ، وتشكك فيه ، ومن ذلك قوله لعثمان حين صارت الخلافة إليه : قد صارت إليك بعد تيم عدي ، فأدرها كالكرة ، واجعل أوتادها بني أمية ، فإنما هو الملك ، ولا أدري ما جنة ولا نار ! . أنظر : الاستيعاب بهامش الإصابة 4 : 87 . بل وما رواه ابن الزبير عنه يوم اليرموك حيث كان ( أي أبو سفيان ) إذا رأى أن الروم ظهروا على المسلمين قال : إيه بني الأصفر ! وإذا كشفهم المسلمون قال : وبنوا الأصفر الملوك ملوك * الروم لم يبق منهم مذكور بل وفي حنين كانت الأزلام في كنانته يستقسم بها ، ولما رأى انهزام المسلمين سر بذلك وقال : لا تنتهي هزيمتهم دون البحر ، لقد غلبت هوازن ! فقال له صفوان وكان يستمع إليه : بفيك الكثكث ( أي الحجارة والتراب ) . أنظر : النزاع التخاصم : 52 . وإليك كتب التأريخ وغيرها تأمل بها فإنها خير شاهد على ذلك ، رغم ما تسرب إلى العديد منها من الدس والافتراء ، والكذب الرخيص ، من الذين وإن قيل باختلاف مشاربهم ولكنهم يتفقون بلا شك على عداوة أهل بيت النبوة عليهم السلام وبغضهم ، خلافا لوصية الله تعالى بهم ورسوله صلى الله عليه وآله .

148

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 148
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست