responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 145


والبراء بن مالك ، وخباب بن الأرت ، ورفاعة بن مالك الأنصاري ، وأبي الطفيل عامر بن واثلة ، وهند بن أبي هالة ، وجعدة بن هبيرة المخزومي ، وأمه أم هاني بنت أبي طالب ، وبلال بن رباح المؤذن .
هؤلاء جل من ذكرهم أو أكثرهم ، ولكن يخطر على بالي أني جمعت ما وجدته في كتب تراجم الصحابة ( كالإصابة ) و ( أسد الغابة ) و ( الاستيعاب ) ونظائرها من الصحابة الشيعة زهاء ثلاثمائة رجل من عظماء أصحاب النبي صلى الله عليه وآله كلهم من شيعة علي عليه السلام ، ولعل المتتبع يعثر على أكثر من ذلك .
ولكن ما أدري أهؤلاء الذين أرادوا هدم الاسلام ؟ أم إمام الشيعة علي ابن أبي طالب عليه السلام الذي يشهد الثقلان أنه لولا سيفه ، ومواقفه في بدر ، وأحد ، وحنين ، والأحزاب ، ونظائرها لما اخضر للاسلام عود ، ولما قام له عمود ، حتى قيل في ذلك :
بني الدين فاستقام ولولا * ضرب ماضيه ما استقام البناء وغالى المعتزلي عبد الحميد وأساء التعبير حيث قال :
ألا إنما الاسلام لولا حسامه . . .
نعم ، لولا حسامه ومواقفه بعد الهجرة وقبلها وحماية أبيه أبي طالب قبل الهجرة هذا في مكة وذاك فيها وفي المدينة لقضت قريش وذئبان العرب على الاسلام في مهده ، وخنقته وهو في حجر أمه .
ولكن جزاء أبي طالب من المسلمين أن يحكموا بأنه مات كافرا [1] ! أما



[1] قد يعتقد البعض بتصور عقلائي ومنطقي يبتني على استقراء جملة المناقشات الواسعة والمتعاقبة التي اضطلع بها علماء ومفكرو الشيعة وطوال حقب مترادفة ومتلاحقة في مجالسهم وندواتهم ومؤلفاتهم أن مسألة إيمان أبي طالب رحمه الله تعالى قد حسمت وأقرت بشكل نهائي لا رجعة فيه ، ولا مجال لتكراره ، بل ويعدو من فضول الحديث وهذره اجترار الأحاديث السالفة المعروفة والمفندة لأطروحات السابقين الواضحة الأغراض والمباني الذاهبة بشكل عجيب ومستهجن إلى القطع بوفاة هذا الرجال دون نطقه للشهادتين ، وإصراره على الموت مشركا ! رغم تناقض ذلك الصريح مع السيرة الشخصية له ، والأدلة العقيلة والنقلية الثابتة لدى الفريقين . نعم ، قد يعتقد البعض ذلك ، ولكن حقيقة الأمر تتعارض وبشكل فعلي مع هذا التصور العقلائي والسليم ، فلا زلت تسمع ورغم كل ذلك جملة من التقولات السقيمة الخارجة عن إطار الدارسة العلمية والمنطقية وهي تجتر أقوالا سقيمة عفا عليها الدهر واعتراها الصدأ لرموز مشخصة ومعروفة من أتباع السلاطين وطلاب الدنيا . بلى إن أولئك الماضين من المحدثين والكتاب ووعاظ السلاطين من الذين تضطرب أنفاسهم ، ويسيل لعابهم أما بريق الثروة والجاه والسلطان كانوا ولا زالوا طلبة كل ذي غرض مشبوه وحاجة مريبة ، حيث لا تجدهم يترددون لحظة عن التقول على الدين وأهله ، والافتراء عليهما ولو بأبخس الأثمان . نعم ، إن تلك الضمائر المعروضة دوما في سوق النخاسة هي مصدر المحن والفتن التي نخرت الكثير من جوانب هذا المجتمع الاسلامي الكبير ، وشوهت وحرفت الكثير من الحقائق الناصعة والثابتة ، والتي ترتبط ارتباطا وثيقا بجملة حساسة ومهمة من عقائد المسلمين ، فأحدثت بلا شك ارتباكا واضحا لا يسهل التغاضي عنه ولا ردمه ، ويستلزم لتجاوزه الكثير من التعقل والتقوى ، وكنا ولا زلنا ننادي به . والحق يقال : إن أول من سنوا هذه السنة السيئة ، وجهدوا في شراء الضمائر اللاهثة خلف بريق الذهب والفضة ، هم رموز الدولة الأموية وحكامها ، والتأريخ وسجلاته خير شاهد على ذلك ، بل إن هذه حقيقة واضحة لا نحتاج معها إلى برهان . ولعل مسألة الطعن في إيمان أبي طالب رحمه الله تعالى من تلك المسائل الحساسة التي جهدت السلطة الأموية وأزلامها في محاولة تركيزها في أذهان المسلمين بشتى الصور والأساليب لأنها ترتكز على جميلة شواهد لا يسع الأمويون غض النظر عنها : أولها : عدائهم التقليدي والثابت للرسالة الاسلامية التي مرغت بالوحل كبرياء هم وسلطانهم الذي أقاموه على أرض الجزيرة من خلال سطوتهم وظلمهم وثروتهم ، حيث بدت أحلامهم بالسيطرة على أرض الجزيرة تتهاوى كأوراق الشجر في مواسم الخريف أمام تيار الدعوة الاسلامية المباركة ، والتي كان لأبي طالب رحمه الله تعالى الفضل الكبير في ثباتها وبقائها ، فلا غرو أن تجد قلوب الأمويين طافحة حقدا وبغضا وعداء لهذا الرجل . ثانيها : ولعل هذا الأمر هو القطب الأكبر الذي أجج هذا العداء لهذا الرجل في قلوب الأمويين ، وهو كونه أبا لعلي عليه السلام لا أكثر ، وللأمانة أقول : إن أبا طالب لو كان أبا لرجل من عامة المسلمين ، حتى ولو كان من فساقهم ، وكانت له عشر هذه الخدمات الجليلة للاسلام لأقاموا له الدنيا مدحا ولم يقعدوها ، ولترحموا عليه في جميع مجالسهم وندواتهم ومحافلهم ، ولأطنبوا في مدحه حتى تمل الآذان . . ولكنه وتلك هي أس القضية أب علي الذي عجزت نفوس أجدادهم ورجولاتهم عن مواجهته في ميدان الفروسية والمنازلة ، فانكفوا في جحورهم كالسحالى يتلونون بألف لون ولون ، ويتسترون بأكثر من ستار ، ويشترون الضمائر المعروضة للبيع في سوق النخاسة بأزهد الأثمان ، تلك الضمائر التي لا تعدمها في كل عصر ومكان ، فأغدقوا عليهم المال الوفير للكيد به ، والإساءة إليه ، فأكثر أولئك التافهين من الكذب والافتراء ، والطعن والبهتان ، متخيرين ما تصوروا أن له أشد التأثير بشخص علي عليه السلام ، والطعن بإمامته ، فتوافق ذلك مع حقدهم على أبي طالب رحمه الله تعالى نتيجة وقوفه إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وآله ، فتلقفوها تلقف الكرة . . وهكذا فقد أصبح هذا الرجل ضحية مؤامرة محبوكة من مؤامرات الأمويين ومكائدهم الجمة بالدين وأهله ، وسرت تلك الروايات الكاذبة في الكثير من المصادر التأريخية وغيرها سريان السم الزعاق في بدن العليل ، دون أن يكلف البعض نفسه مؤونة التحقيق والمراجعة لحصة ما يقوم بنقله ، فتوارث الخلف آثام السلف ، واتبعوهم كالأعمى لا فحص ولا تمحيص ، وتلك هي والله أم الفواقر ، وثالثة الأثافي . والحق يقال : إن مجرد الاستقراء المتعجل لجملة الحقائق التي يغفل عنها البعض تظهر بوضوح مظلومية هذا الرجل ، وجفاء العديد من مفكري الأمة وباحثيها له من العامة بشكل لا يصدق ، رغم ما قرأته من بعض المباحث القيمة التي خرجت من حالة التقليد الأعمى التي سار عليها الكثيرون سابقا ولا زالوا . . وأنا وإن كنت في موضع لا يتسع لإيراد جملة تلك الشواهد والأدلة والحقائق إلا أني أحيل القارئ الكريم إلى قراءة ودراسة ما كتب من قبل علماء الشيعة ومفكريها حول هذا الموضوع ، وخلال ما مضى من القرون وفي هذه الأيام ، ثم أدعوه للحكم على صحة ما ذهبنا إليه دون تحزب أو تحيز إلا إلى الحق ، ومن ذلك : 1 - إيمان أبي طالب : للشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان البغدادي . 2 - إيمان أبي طالب : للسيد أحمد بن موسى بن طاووس الحلي . 3 - إيمان أبي طالب : المعروف بكتاب الحجة على الذاهب إلى تكفير أبي طالب : للسيد أبي علي فخار بن سعد الموسوي . 4 - شيخ الأبطح ، أو أبو طالب : للسيد محمد علي آل شرف الدين الموسوي . 5 - الشهاب الثاقب لرجم مكفر أبي طالب : للشيخ ميرزا محمد الطهراني . 6 - ضياء العالمين في فضائل الأئمة المصطفين : للشيخ أبي الحسن الفتوني النجفي . 7 - مواهب الواهب في فضائل أبي طالب : للشيخ جعفر النقدي . 8 - أبو طالب مؤمن قريش : للشيخ عبد الله الخنيزي .

145

نام کتاب : أصل الشيعة وأصولها نویسنده : الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء    جلد : 1  صفحه : 145
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست