بسم الله الرحمن الرحيم ومنه أستمد وبه أستعين ، بعد حمد الله وسلام على عباده الذين اصطفى . . يكتب سطور هذه الطروس محمد الحسين آل كاشف الغطاء في النجف الأشرف ، أوليات جمادى الأولى سنة الخمسين بعد الألف والثلاثمائة هجرية . والسبب الباعث على كتابتها : إنه منذ سنتين كتب إلي شاب عراقي من البعثة العلمية التي أرسلتها الحكومة العراقية للتحصيل في ( دار العلوم العليا ) بمصر كتابا مطولا ، ومما يذكر فيه ما خلاصته : إنه كان يختلف إلي كبار علماء القاهرة في الأزهر وغيره ، وربما جرى الحديث بينهم والحديث شجون على ذكر ( النجف ) وعلمائها ، وطريقة التحصيل فيها ، والهجرة إليها ، وكانوا يكيلون لهم الكيل الوافي من الثناء والإعجاب بسمو مداركهم ، وعلو معارفهم ، ولكن يردفون ذلك بقولهم : ولكن يا للأسف أنهم شيعة !