دعوة إلى مذهبهم ، وما كانت لهم جامعة تجمعهم ، واشتغل طيلة أيّام حياته الشريفة بترويج الدين ونشر الأحكام بإقامة الشعائر وتأليف الكتب وتربية العلماء . ولمّا وصل خبره إلى حسن رضاخان - من وزراء حكومة « أوده » في لكنهو - استدعاه للإقامة بلكنهو ، فهاجر إليها ، وانصرف إلى بثّ تعاليم الدين وإقامة الشعائر . وكان العلاّمة المولى محمّد عليّ الكشميري الشهير بپادشاه [1] نزيل فيض آباد ، قد ألّف في تلك الأيّام رسالة في فضل صلاة الجمعة ، حثّ فيها السّلطان آصف الدولة ابن الشجاع بن صدر جنك سلطان مملكة « أوده » في لكنهو ، على إقامة الجمعة ، وذكر من هو أهل لإمامة الجماعة ، وهم : السيّد دلدار عليّ وتلميذاه الميرزا محمّد خليل والأمير السيّد مرتضى ، فأمر السلطان بإقامتها ، ورشّح السيّد لها . فأقامها ابتداء من ظهر اليوم الثالث عشر من رجب - يوم ولادة أمير المؤمنين عليه السلام - سنة 1200 . ثمّ اُقيمت الجمعة في السابع والعشرين منه ، يوم مبعث النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم ، وكانت أوّل صلاة جماعة للشيعة تقام في تلك الديار . ثمّ استمرّت الجماعة والخطب ، وانتشرت أندية الذكر ومجالس الوعظ ، واهتمّ السلطان لترويج الشريعة ، وتشييد الدين ، وكثر طلاّب العلم ، وأخذوا يتواردون على السيّد من كلّ صوب [2] .