لاسيّما وأنه كان قد ألّف النجف الأشرف ، عندما كان يدرس في حوزتها العلميّة الكبرى ، كتاب ( الإمام الثاني عشر ) الذي استفاد فيه كثيراً من ( استقصاء الإفحام ) - واقترح عليّ إعادة طبعه [1] ، فوفّقت لذلك مع تعاليق وإضافات ثمينة والحمد لله . ثمّ رأيت أكابر الطائفة يذكرون ( استقصاء الإفحام ) في تقاريظهم لمؤلّفات ( صاحب العبقات ) ، ووجدت جماعةً من العلماء الأعلام ينقلون عنه ويستندون إليه في مؤلّفاتهم المختلفة . . . وهكذا . . . ازداد شوقي إلى ( استقصاء الإفحام ) إلى أن وقفت عليه قبل أعوام ، وقرأته من أوّله إلى آخره ، فألفيته مثل ( العبقات ) في البحث والتحقيق والمتانة وفي القوة والدقّة والرصانة ، وإنْ لم يشتهر كاشتهاره . فعرفت على إخراج مطالبة التي لم يسبق إليها أحدٌ من أعلامنا الماضين ، وكان عيالاً عليه فيها كثير من علمائنا المتأخّرين ، وانتهزت لذلك فرص العطل ، وواصلت العمل بلا ملل ، حتّى وفقني الله عزّوجلّ ، لتنظيم فرائده وترتيب فوائده ، فجاءت في أربعة أقسام وملحقات وخاتمة . فالقسم الأوّل : في المسائل الإعتقاديّة . والقسم الثاني : في التفسير والمفسّرين . والقسم الثالث : في الصّحاح الستّة وأصحابها . والقسم الرابع : في أئمّة المذاهب الأربعة . أمّا الملحقات ، فهي بحوثٌ في ( مسائل فقهيّة ) وفي ( القياس ) و ( الاستحسان ) .
[1] طبع في النجف الأشرف ، مطبعة القضاء ، سنة 1393 .