الخطّاب » [1] . وإذا كان الخصم يرى أنّ الشيطان لا يدعو إلاّ إلى الشر ، فهو - إذن - يعترف بكون حبّ الشيخين شرّاً لا خير فيه أبداً . . . وهذا من الأدلّة الإلزاميّة التي لا مفرّ لهم منها . . . وسادساً : فإنّ خبر ( الاحتجاج ) قد رواه القوم في كتبهم وإنْ مختصراً . . . قال القاضي أبو جعفر محمّد بن عمر الشعبي في ( الكفاية ) : « روي في الأخبار : إنّ عليّاً مرّ على الحسن البصري وهو يتوضّأ ، فقال له : أصبغ الوضوء يا غلام . فقال الحسن لعلي : قتلت اُلوفاً ممّن كان يسبغ الوضوء . وإنّما أراد به المحاربة التي وقعت بينه وبين معاوية فقتل كثير من أصحاب النبي صلّى الله عليه وسلّم . فقال له علي : أحزنك ذلك ؟ فقال : نعم ، فقال له علي : أحزنك الله تعالى » . وهذا الخبر يدلّ على شدّة نصب الحسن البصري وعناده لأمير المؤمنين عليه السلام ، فكان أخاً لإبليس حقّاً . . . وقد حاول الشعبي - صاحب الكفاية - أن يذكر لدعاء الإمام على الحسن محملاً لا يدلّ على الذمّ له ، فقال : « ثمّ دعاء علي ليس على وجه الغضب ، وإنّما أراد به أحزنك الله في أمر الدين ، فاستجاب الله دعاءه . فروي أنّه لم يضحك بعد ذلك أربعين سنة » . لكنّه تأويل سخيف ومضحك ، كما لا يخفى . . .