محرم ، فإنّي رسولها إليك ورسولك إليها » [1] . لكن المراد من « الخير » هنا هو « الشرّ الأقلّ » إذ لا ريب أنّ اعتزال الحرب أقلّ شرّاً وضرراً من محاربة أمير المؤمنين عليه السلام . . . وكلّ ما يذكره القوم جواباً عن الأحاديث المذكورة وأمثالها ، فهو جوابنا عن السؤال حول رواية ( الاحتجاج ) وأنّه كيف منع إبليس الحسن البصري من دخول الحرب ضد أمير المؤمنين ؟ ورابعاً : لكنَّ الحقيقة هي : أنّ الشيطان أراد بقاء الحسن البصري في هذا العالم ، لأنّه لو دخل الحرب لقتل ، فبقي كي ينفّذ إلقاءات الشيطان ، بإحداث البدع والمنكرات في الدين ، فيضلّه ويضلّل بسببه اُمماً من الناس . . . وهذا ممّا تجده أيضاً في أخبار القوم وكتبهم . قال أبو الفرج ابن الجوزي في ( تلبيس إبليس ) : « أخبرنا أبو محمّد ابن القاسم قال : أخبرنا أحمد بن أحمد قال : أخبرنا أبو نعيم الحافظ قال : حدّثنا أبو محمّد قال : حدّثنا أحمد بن محمّد بن يعقوب قال : حدّثنا محمّد بن يوسف الجوهري قال : حدّثنا أبو غسان النهدي قال : سمعت الحسين بن صالح يقول : إنّ الشيطان ليفتح للعبد تسعةً وتسعين باباً من الخير يريد به باباً من الشرّ » . وخامساً : إنّه كما دعا إبليس الحسن البصري إلى اعتزال القتال وقال له : القاتل والمقتول في النار ، وصدّقه أمير المؤمنين عليه السلام ، كذلك قد علَّم إبليس أبا هريرة أن يقرأ آية الكرسي إذا آوى إلى فراشه . . . فلمّا حكى ذلك لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم صدّقه . . . وقد أخرج البخاري في