إليه ونهاه عن شجرة واحدة أن يأكل منها ، فحمله الحرص أن يأكل منها فاُخرج من جميع ما فيها ، فهذا من الحرص . ألم تر أنّ الله تعالى لمّا خلق الفردوس فنظر إليها فأعجبته فقال : أنت محرّمة على كلّ جبّار وعلى كلّ بخيل ، فهذا في الكبر والبخل . والله يا نوح ! ما كتمتك وما غششتك ولا ادّخرت عنك نصحك . قال نوح صلوات الله عليه : فأخبرني باليد الذي لك عندي ، فوالله إنّك لبغيض إليّ فكيف أرضى باتّخاذ الأيادي عندك ؟ ! قال : بلى ، إنّ قومك كانوا اُمّة من الاُمم كثيرة لا يحصي عددهم إلاّ الله تعالى وكنت منهم في عناء طويل ، فدعوت ربّك فاُغرقوا ، وصرت فارغاً لقوم آخرين » . وفي ( الدر المنثور ) : « أخرج ابن أبي الدنيا في مكايد الشيطان عن ابن عمر قال : لقي إبليس موسى ، فقال : يا موسى ! أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلّمك تكليماً إذ تبت ، وأنا اُريد أن أتوب فاشفع لي إلى ربّي أن يتوب علَيّ . قال موسى : نعم . فدعا موسى ربّه ، فقيل : يا موسى ! قد قضيت حاجتك . فلقي موسى إبليس وقال : قد اُمرت أن تسجد لقبر آدم ويتاب عليك . فاستكبر وغضب وقال : لم أسجد له حيّاً أسجد له ميّتاً ؟ ! ثمّ قال إبليس : يا موسى ! إنّ لك علَيّ حقّاً بما شفعت لي إلى ربّي ، فاذكرني عند ثلاث لا اُهلكك فيهنّ : اُذكرني حين تغضب ، فإنّي أجري منك مجرى الدم ، واذكرني حين تلقى الزحف فإنّي آتي ابن آدم حين يلقى الزحف ، فاُذكّره ولده وزوجته حتّى يولّي ، وإيّاك أن تجالس امرأة ليست بذات