أن يكون مقصد سليم هو الاحتجاج بالخبر على المخالفين لأمير المؤمنين عليه السلام ، فكان يأخذ الخبر من غيره من الصحابة أيضاً ليتمّ الاحتجاج به عليهم ، كما هو دأب المصنّفين من أهل الحق ، إذ لا يكتفون بما يروونه عن الأئمّة الأطهار في مقام إلزام الخصوم . . . وحتّى الإمام نفسه عليه السلام قد اضطرّ إلى مناشدة الأصحاب غير مرّة ، كما هو معلوم . . . وعاشراً : لقد نقل عن الإمام السجّاد عليه السلام تصديقه كتاب سليم ، لكنَّ السند ضعيف ، ففي ( منتهى المقال ) : « وفي كش بسند ضعيف في جملة حديث : وزعم أبان أنّه قرأه على عليّ بن الحسين عليه السلام قال : صدق سليم رحمة الله عليه ، هذا حديث نعرفه » [1] . وقد كان على الفيض آبادي التنبيه على هذا ! والحادي عشر : إنّه ليس في شيء من الكتب الرجالية ما يدلّ على تصديق الإمام عليه السلام وتأييده لكتاب سليم . . . ومن ادّعى فعليه البيان . نعم هناك رواية فيها تصديق الإمام عليه السلام لخبر رواه سليم بن قيس في سبب اختلاف الناس في الحديث ، رواها الكشي في كتابه ، وهذا نصّها : « محمّد بن الحسن قال : حدّثنا الحسن بن علي بن كيسان ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن ابن اُذينة ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي ، قال : قلت لأمير المؤمنين عليه السلام : إنّي سمعت من سلمان ومقداد ومن أبي ذر أشياء في تفسير القرآن ومن الرواية عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
[1] منتهى المقال في الرجال 3 : 376 / 1356 ترجمة سليم بن قيس .