كان أوّلاً منزلين : منزلاً في الجنّة ومنزلاً في النّار ، وكذا الكافر ، وذلك معنى قوله : ( أولئكَ هم الوارثون ) أي يرث المؤمنون منازل الكفّار من الجنّة والكفّار منازل المؤمنين في النّار ، إلاّ أنّ هذه الوراثة تختلف : فمنهم من يرث بلا حساب ، ومنهم من يرث بحساب ومناقشة وبعد الخروج من النّار . وقال البيهقي : يحتمل أن يكون الفداء في قوم كانت ذنوبهم كفّرت عنهم في حياتهم أو في من اُخرج من النّار ، يقال لهم ذلك بعد الخروج . وقال غيره : يحتمل أن يكون الفداء مجازاً من وراثة المنزل التي تقدّمت الإشارة إليها ، هذا ما رجّحه النووي وغيره . وقيل : المراد بالذنوب التي توضع على الكفّار ذنوب كان الكفّار سبباً فيها بأن سنّوها ، فلمّا غفرت سيّئات المؤمنين بقيت سيّئات الذي سنّ تلك السنّة السيّئة باقية على أربابها الكفرة ; لأن الكفّار لا يغفر لهم ، فيكون الوضع كناية عن إبقاء الذنب الذي لحق الكافر بما سنّه من عمله السيّىء الذي عمل به المؤمن . قال ابن حجر : وهذا أقوى » [1] . وقال النووي في شرح صحيح مسلم : « بابٌ في سعة رحمة الله المؤمنين وفداء كلّ مسلم بكافر من النّار : قوله صلّى الله عليه وسلّم : إذا كان يوم القيامة دفع الله تعالى إلى كلّ مسلم يهوديّاً أو نصرانيّاً فيقول : هذا فكاكك من النّار . وفي رواية : لا يموت رجل مسلم إلاّ أدخل الله مكانه النّار يهوديّاً أو نصرانيّاً . وفي رواية : يجيء يوم القيامة ناسٌ من المسلمين بذنوب أمثال الجبال ، فيغفرها الله لهم ويضعها على اليهود والنصارى .