بعضهم من الكفر إلى اُمّ سيّد العالم مفخر بني آدم صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلامه ، وذلك لأنّه حينئذ يلزم نسبة الكفر بالتبع ، وهو خلاف الإجماع بل الحقّ الراجح هو الأوّل . وأمّا الأحاديث الواردة في أبوي سيّد العالم صلوات الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلامه ، متعارضة مرويّة آحاداً ، فلا تعويل عليها في الإعتقاديّات . وأمّا آزر ، فالصحيح أنّه لم يكن أبا إبراهيم عليه السلام بل أبوه تارخ ، كذا صحّح في بعض التواريخ ، وإنّما كان آزر عمّ إبراهيم عليه السلام وربّاه الله تعالى في حجره ، والعرب تسمّي العم الذي ولي لتربية ابن أخيه أباً له ، وعلى هذا التأويل قوله تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر ) وهو المراد بما روي في بعض الصحاح أنّه نزل في أبي سيّد العالم صلوات الله عليه : ( ما كان للنبيّ والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا اُولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم ) فإنّ المراد بالأب العم ، كيف لا ؟ وقد وقع صريحاً في صحيح البخاري أنّه نزل في أبي طالب هذا . وينبغي أن يعتقد أنّ آباء سيّد العالم صلّى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم من لدن أبيه إلى آدم كلّهم مؤمنون ، وقد بيّن السيوطي بوجه أتم » [1] إنتهى .
[1] فواتح الرحموت - شرح مسلّم الثبوت - على هامش المستصفى 2 : 98 .