وقد وجدت ما يعضد هذه المقالة من الأدلّة ما بين مجمل ومفصّل ; فالمجمل : دليل مركّب من مقدّمتين : إحداهما : أنّ الأحاديث الصحيحة دلّت على أنّ كلّ أصل من اُصوله صلّى الله عليه وسلّم من أبيه إلى آدم خير أهل زمانه . والثانية : إنّ الأحاديث والآثار دلّت على أنّ الله لم يخل الأرض من عهد نوح إلى بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم من ناس على الفطرة ، يعبدون الله ويوحّدونه ويصلّون له وبهم يحفظ الأرض ، ولولاهم لهلكت الأرض ومن عليها . ومن أدلّة المقدّمة الاُولى حديث البخاري : بعثت من خير قرن بني آدم قرناً فقرناً حتّى بعثت من القرن الذي كنت فيه . وحديث البيهقي : ما افترقت الناس فرقتين إلاّ جعلني الله في خيرهما ، فاُخرجت من بين أبوي فلم يصبني شيء من عهد الجاهليّة ، وخرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم حتّى انتهيت إلى أبي واُمّي ; فأنا خيركم نفساً وخيركم أباً . وحديث أبي نعيم وغيره : لم يزل الله ينقلني من الأصلاب الطيّبة إلى الأرحام الطاهرة مصفّى مهذّباً ، لا يتشعّب شعبتان إلاّ كنت في خيرهما . في أحاديث كثيرة . ومن أدلّة المقدّمة الثانية : ما أخرجه عبد الرزاق في المصنّف وابن المنذر في تفسيره بسند صحيح على شرط الشيخين عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : لم يزل على وجه الأرض من يعبد الله عليها . وأخرج الإمام أحمد بن حنبل في الزهد والخلاّل في كرامات الأولياء - بسند صحيح على شرط الشيخين - عن ابن عبّاس رضي الله عنه : ماخلت