طالب رضي الله عنه قال : ما سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول لأحد فداك أبي واُمّي إلاّ لسعد . وقال في رواية اُخرى عنه : ما جمع رسول الله أبويه إلاّ لسعد . والرواية الاُولى أصحّ والله أعلم ; لأنّه أخبر فيها أنّه لم يسمع ، وقد روى الزبير بن العوام أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جمع له أيضاً أبويه وقال له كما قال لسعد ، ورواه عنه ابنه عبد الله بن الزبير وأسنده في كتاب أنساب قريش الزبير بن أبي بكر . وفقه هذا الحديث أنّه جائز هذا الكلام لمن كان أبواه غير مؤمنين ، وأمّا من كان أبواه مؤمنين فلا ; لأنّه كالعقوق لهما . كذلك سمعت شيخنا أبا بكر يقول في هذه المسألة » . ومن الذين قالوا بالحقّ ودافعوا عنه : ابن حجر المكي ، حتّى أنّه اعترض على قول أبي حيّان الأندلسي بانحصار القول بإيمان آباء النبي بالإماميّة ، فقد ذكر القسطلاني في ( المواهب اللدنيّة ) : « نقل الإمام أبو حيان في البحر عند تفسير قوله تعالى ( وتقلّبك في الساجدين ) إنّ الرافضة هم القائلون إنّ آباء النبي صلّى الله عليه وسلّم كانوا مؤمنين ، مستدلّين بقوله تعالى : ( وتقلّبك في الساجدين ) وبقوله عليه السلام : لم أزل أنقل من أصلاب الطاهرين ، الحديث » [1] . قال شارحه الشبراملسي في ( تيسير المطالب السنيّة ) : « قوله : ونقل الإمام أبو حيان . . . قال الشهاب ابن حجر في كتابه : النعمة الكبرى على العالم بمولد سيّد