« فصل - في انشقاق القمر وحبس الشمس . قال الله تعالى : ( اقتربت السّاعة وانشقّ القمر * وإنْ يروا آيةً يعرضوا ويقولوا سحرٌ مستمر ) أخبر تعالى بوقوع انشقاقه بلفظ الماضي وإعراض الكفرة عن آياته ، وأجمع المفسّرون وأهل السنّة على وقوعه » . ثمّ قال بعد ذكر الروايات : « وأكثر طرق هذه الأحاديث صحيحة والآية مصرّحة ، ولا يلتفت إلى اعتراض مخذول بأنّه لو كان هذا لم يخف على أهل الأرض ، إذ هو شيء ظاهر لجميعهم . . . » [1] . وقال : « أمّا انشقاق القمر ، فالقرآن نصّ بوقوعه وأخبر عن وجوده ، ولا يعدل عن ظاهر إلاّ بدليل ، وجاء برفع احتماله صحيح الأخبار من طرق كثيرة ، فلا يوهن عزمنا خلاف أخرق يحلُّ عرى الدين ، ولا يلتفت إلى سخافة مبتدع يلقي الشك على قلوب ضعفاء المؤمنين ، بل نرغم بهذا أنفه وننبذ بالعراء سخفه » [2] . أقول : هذا بعض الكلام على إنكار القوم ما ثبت من معاجز النبي عليه وآله الصلاة والسلام . . . وأمّا إنكارهم لما ثبت من معجزات وكرامات الأئمّة الأطهار عليهم السلام ، فموارده كثيرة جدّاً ، فما أكثر المعجزات العلويّة المرويّة في كتب
[1] الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 : 543 و 547 . [2] الشفا بتعريف حقوق المصطفى 1 : 495 .