يجوز نسبة ذلك إليه ؟ والحال أنّ كلامه في ( أجوبة المسائل السروية ) صريح في الاعتقاد بالصور و هذه عبارة السؤال والجواب على ما نقل في ( البحار ) : « ما قوله - أدام الله - تأييده في عذاب القبر وكيفيّته ؟ ومتى يكون ؟ وهل تردّ الأرواح إلى الأجساد عند التعذيب أم لا ؟ وهل يكون العذاب في القبر أو يكون بين النفختين ؟ الجواب : الكلام في عذاب القبر طريقه السمع دون العقل ، وقد ورد عن أئمة الهدى عليهم السلام أنّهم قالوا : ليس يعذّب في القبر كلّ ميّت وإنّما يعذّب من جملتهم من محّض الكفر محضاً ، ولا ينعم كلّ ماض لسبيله وإنّما ينعم منهم من محّض الإيمان محضاً ، فأمّا سوى هذين الصنفين فإنّه يلهى عنهم ، وكذلك روي أنّه لا يُسئَل في قبره إلاّ هذان الصنفان خاصّة ، فعلى ما جاء به الأثر من ذلك يكون الحكم ما ذكرناه . فأمّا عذاب الكافر في قبره ، ونعيم المؤمنين فيه ، فإنّ الخبر أيضاً قد ورد بأنّ : الله تعالى يجعل روح المؤمن في قالب مثل قالبه في الدنيا في جنّة من جنانه ينعمه فيها إلى يوم الساعة ، فإذا نُفِخ في الصور اُنشىء جسده الذي بُلي في التراب وتمزّق ، ثمّ أعاده إليه وحشره إلى الموقف وأمر به إلى جنّة الخلد ، فلا يزال منعّماً ببقاء الله عزّوجلّ ، غير أنّ جسده الذي يعاد فيه لا يكون على تركيبه في الدنيا ، بل تعدل طباعه وتحسن صورته ، فلا يهرم مع تعديل الطباع ولا يمسّه نصبٌ في الجنّة ولا لغوب . والكافر يجعل في قالب كقالبه في الدنيا في محلّ عذاب يعاقب به ونار يعذّب بها حتّى الساعة ، ثمّ اُنشىء جسده الذي فارقه في القبر ويعاد إليه ، ثمّ يعذّب به في الآخرة إلى الأبد ، ويركب أيضاً جسده تركيباً لا يفنى معه وقد