في صور الخلق » [1] . ثمّ قال رحمه الله : « ( فصعق من في السماوات ومن في الأرض ) أي : يموت من شدّة تلك الصيحة التي يخرج من الصور جميع من في السماوات والأرض ، يقال : صعق فلان : إذا مات بحال هائلة شبيهة بالصيحة العظيمة » . قال : « ( ثُمّ نُفِخ فيه اُخرى ) يعني : نفخة البعث ، وهي النفخة الثانية . وقال قتادة في حديث رفعه : إنّ ما بين النفختين أربعين سنة . وقيل : إنّ الله تعالى يفني الأجسام كلّها بعد الصعق وموت الخلق ثمّ يعيدها . وقوله : ( فإذا هم قيام ) إخبار عن سرعة إيجادهم ، لأنّه سبحانه إذا نفخ النفخة الثانية أعادهم عقيب ذلك فيقومون من قبورهم أحياء » [2] . وعلى هذا المنوال كلامه في تفسيره الآخر ( جوامع الجامع ) في قوله تعالى : ( يوم يُنْفَخ في الصور ) [3] : « والصور قرن ينفخ فيه إسرافيل نفختين ، فينفى الخلق بالنفخة الاُولى ويحيون بالثانية . وعن الحسن إنّه جمع صورة » [4] . وقد قال في ( مجمع البيان ) بتفسيرها : « وأمّا الصور فقيل فيه إنّه قرن ينفخ فيه إسرافيل عليه اسلام نفختين ، فيفنى الخلائق كلّهم بالنفخة الاُولى ويحيون بالنفخة الثانية ، فتكون الاُولى لانتهاء الدنيا والثانية لابتداء الآخرة . وقال الحسن : هو جمع صورة ، كما أنّ السور جمع سورة ، وعلى هذا فيكون معناه : يوم ينفخ الروح في الصور . ويؤيّد الأوّل : ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبيّ صلّى الله عليه وآله
[1] مجمع البيان في تفسير القرآن 8 : 459 . [2] المصدر نفسه 8 : 460 . [3] سورة الأنعام 6 : 73 . [4] جوامع الجامع 1 : 584 .