مرَّ من الطبرسي وقد سبقه الشيخ المفيد . . . » [1] وغفل عن كلامه السابق حيث قال : « قال الطبرسي في قوله تعالى : ( ونُفِخ في الصور ) : اختلف في الصور . فقيل : هو قرن ينفخ فيه . عن ابن عباس وابن عمر . وقيل : هو جمع صورة ، فإنّ الله يصوّر الخلق في القبور كما صوّرهم في أرحام الاُمّهات ، ثمّ ينفخ فيهم الأرواح كما نفخ وهم في أرحام اُمّهاتهم . عن الحسن وأبي عبيدة . وقيل : إنّه ينفخ إسرافيل في الصور ثلاث نفخات : النفخة الاُولى نفخة الفزع ، والثانية نفخة الصعق يصعق من في السماوات والأرض بها فيموتون ، والثالثة نفخة القيام لرب العالمين فيحشر الناس بها من قبورهم » [2] . فهذا كلام صاحب ( مجمع البيان ) ، وأين اختيار القول الذي نسب إليه ؟ فقول الشيخ المجلسي : « كما مرّ من الطبرسي » يعني : كما مرَّ نقل هذا القول - الذي قاله غير الطبرسي - من الطبرسي ، حيث نقله في تفسيره ، لا أنّه قائل به ومعتقد له . بل لعلّ في تقديمه القول الأوّل إشارة إلى اختياره له . . . بل إنّ كلامه في تفسير الآية المذكورة صريح في ذلك ، فإنّه قال في ( مجمع البيان ) : « ( ونفخ في الصور ) وهو قرن ينفخ فيه إسرافيل . ووجه الحكمة في ذلك : إنّها علامة جعلها الله ليعلم بها العقلاء آخر أمرهم في دار التكليف ثمّ تجديد الخلق ، فشبّه ذلك بما يتعارفونه من بوق الرحيل والنزول ، ولا تتصوّره النفوس بأحسن من هذه الطريقة . وقيل : إنّ الصّور جمع صورة ، فكأنّه ينفخ