- قد أثبت جدارته لهذه اللقب في كتابه ( الدرر والغرر ) بتكذيب خبر الميثاق بكلّ جزم وحتم ، وكفى الله المؤمنين القتال » [1] . التحقيق فيما نسب إلى السيّد المرتضى حاصل هذا الكلام دعوى موافقة السيّد المرتضى العامّةَ في إنكار أخذ الميثاق على ولاية أمير المؤمنين عليه السلام من الأنبياء والملائكة ، وهل هذا إلاّ محض البهتان وصريح الإفك وواضح الهذيان ؟ وتوضيح ذلك : أوّلاً : إنّ السيّد المرتضى لم يذكر في كتابه ( الدرر والغرر ) خبر الميثاق أصلاً ، فضلاً عن أن يكذّب أو يصدّق به ، نعم ، قد ذكر السيّد قوله تعالى ( وإذ أخذ ربّك من بني آدم . . . ) وأنكر أن يكون المراد منها أنّ الله تعالى أخذ من جميع ذريّة آدم الذين في ظهره الميثاق على الإقرار بمعرفته تعالى وأنّه أشهدهم على ذلك ، وإنّما ذكر للآية تأويلاً آخر ، وأيّ ربط لذلك بتكذيب أخبار الميثاق ؟ ! وثانياً : إنّه على فرض أنّ السيّد ينكر وقوع أخذ الميثاق في عالم الأرواح فأين الدليل من كلامه على إنكار أخذ الميثاق على الإطلاق كما يدّعيه الدهلوي ؟ وكيف يثبت بذلك تضعيف خبر الصفّار وخبر ابن بابويه الدالّين على مطلق أخذ ميثاق ولاية أمير المؤمنين عليه السلام ؟ فظهر أنّ نسبة تكذيب أخبار الميثاق على الإطلاق إلى السيّد المرتضى كذب بحت وبهتان صريح ، وهذا كتاب ( الغرر والدرر ) موجود بين أيدي الناس ، ونسخه شائعة في البلاد . . .