والمشيّدون لأركان العلوم الإسلاميّة . وقد علم ممّا تقدّم : 1 - إنّ أئمّة أهل البيت عليهم السلام كان كلّ واحد منهم أعلم الناس في زمانه وأفضلهم ، وقد شهد بذلك المخالف كالمؤالف . 2 - إنّ العلوم الإسلاميّة إنّما انتشرت في البلاد بواسطة الأئمّة عليهم السلام في كلّ عصر ، فالصّحابة العلماء كابن عبّاس وابن مسعود واُبيّ بن كعب وأبي ذر الغفاري وأمثالهم ، تعلّموا من أمير المؤمنين ، وكذلك التابعون قد أخذوا عنه وعن الأئمّة من بعده والصحابة من تلامذته . 3 - إنّ علماء المذاهب الاُخرى قد حضروا عند الأئمّة ، ومنهم أخذوا وعنهم رووا ، وعلى رأسهم : مالك بن أنس وأبو حنيفة وأحمد بن حنبل . . . نشر العلم والمعرفة بشتّى الطرق ثمّ إنّ نشر الأئمّة عليهم السلام للعلوم وتعليمهم الاُمّة معارف الدين ، لم يقتصر بطريق من الطرق أو اُسلوب من الأساليب . . . بل لقد استفادوا لذلك من كافّة الوسائل وشتّى الطّرق ، كالكتابة ، والخطابة ، والدعاء ، والإملاء ، والتدريس : ففي الوقت الذي منعت الحكومة - ولأغراض عديدة - من تدوين السنّة النبويّة الشريفة ، لم يقنع أمير المؤمنين عليه السلام بأجوبة الاستفتاءات وحلّ المشكلات وتعليم العلوم ، بل عمد إلى الكتابة أيضاً وحثَّ عليها . . . يقول الحافظ السيوطي : « كان بين السلف من الصحابة والتابعين اختلاف كثير في كتابة العلم ،