شيخ الإسلام قال : سألت يحيى بن عمّار عن ابن حبّان قلت : رأيته ؟ قال : وكيف لم أره . . . » [1] . ولا يخفى أنّ مراده من « المجسمة » هو « الذهبي » ، فهو الذي وصفه ب - « شيخ الاسلام » كما في ( ميزان الإعتدال ) حيث قال : « قال أبو إسماعيل الأنصاري شيخ الإسلام سألت يحيى بن عمّار عن أبي حاتم . . . » [2] . أبو القاسم ابن مندة وابن مندة أيضاً من القائلين بثبوت الجهة للباري عزّوجل ، فقد قال اليافعي في ( مرآة الجنان ) : « الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة الأصبهاني صاحب التصانيف ، كان ذا هيبة ووقار ، وله أصحاب وأتباع . قال الذهبي : وفيه تسنّن مفرط ، أوقع بعض العلماء في الكلام في معتقده وتوهّموا فيه التجسيم ، قال : وهو بريء منه فيما علمت ولكن لو قصّر من شأنه لكان أولى به . قلت : وكلام الذهبي هذا يحتاج إلى إيضاح ، فقوله : فيه تسنّن مفرط ، أي يبالغ في الأخذ بظواهر السنّة والاستدلال بها وجحد حملها فيه التجسيم ، لأنّ الجري على اعتقاد الظواهر ومنع التأويل فيها يدلّ على ذلك ، والكلام فيه يطول ، وقد أوضحت ذلك في الاُصول . وقوله : لو قصّر من شأنه لكان أولى به ، أي لو ترك المبالغة في التظاهر بذلك والاستشهار به لكان أولى . وأمّا قوله : وهو بريء منه ، فشهادة على أمر باطل والله أعلم بحقيقته ، وغاية ما ثمَّ أنّه ما