قد ينسب في بعض الكتب إلى الفرقة المحقة القول بالتجسيم ، وإلى خصوص هشام بن الحكم ، والقول بأنه سبعة أشبار بشبر نفسه . . . وهذا افتراء محض عليه وعلى الطائفة ، وتعالى الله عمّا يقول الظالمون علوّاً كبيراً . تبرئة الشهرستاني هشام بن الحكم ولقد أحسن الشهرستاني ، وهو من أعلام علماء أهل السنّة ، حيث ردَّ على الكعبي نسبة القول بذلك إلى هشام ، فقد جاء في ( الملل والنحل ) ما نصّه : « حكى الكعبي عن هشام بن الحكم أنّه قال : هو جسم ذو أبعاض ، له قدر من الأقدار ولكن لا يشبه شيئاً من المخلوقات ولا تشبهه . ونقل عنه أنّه قال : هو سبعة أشبار بشبر نفسه » [1] . ثمّ قال بعد كلام له : « وهذا هشام بن الحكم صاحب غور في الأصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على المعتزلة ، فإنّ الرجل وراء ما يلزمه على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنّه ألزم العلاّف فقال : إنّك تقول إنّ الباري تعالى عالم بعلم وعلمه ذاته ، فيشارك المحدثات في أنّه عالم بعلم ويباينها في أنّه علمه ذاته ، فيكون عالماً لا كالعالمين ، فلم لا تقول هو جسم لا كالأجسام وصورة لا