responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 197


اسمه ونسبه وصفته وجعل ذلك علامة ودلالة على أنّ المسمّى بذلك الاسم المتّصف بتلك الصّفات لو أقسم على الله لأبرّه وأنّه أهل لطلب الاستغفار منه ، وهذه منزلة عالية ومقام عند الله تعالى عظيم .
فلم يزل عمر رضي الله عنه بعد وفاة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وبعد وفات أبي بكر رضي الله عنه يسأل إمداد اليمن من الموصوف بذلك حتّى قدم وفد من اليمن ، فسألهم ، فاُخبر بشخص متّصف بذلك ، فلم يتوقّف عمر رضي الله عنه في العمل بتلك العلامة والدّلالة التي ذكرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، بل بادر إلى العمل بها واجتمع به وسأله الاستغفار وجزم أنّه المشار إليه في الحديث النّبوي لمّا علم تلك الصفات فيه ، مع وجود احتمال أن يتجدّد في وفود اليمن مُستقبلاً من يكون بتلك الصّفات ، فإنّ قبيلة مراد كثيرة والتوالد فيها كثير ، وعين ما ذكرتموه من الاحتمال موجود .
وكذلك قضيّة الخوارج لمّا وصفهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بصفات ورتّب عليها حكمهم ، ثمّ بعد ذلك لمّا وجدها عليّ رضي الله عنه موجودة في أولئك في واقعة حرورا والنهروان ، جزم بأنّهم هم المرادون بالحديث النّبوي وقاتلهم وقتلهم ، فعمل بالدلالة عند وجود الصّفة مع احتمال أن يكون المرادون غيرهم ، وأمثال هذه الدلالة والعمل بها مع قيام الاحتمال كثيرة ، فعلم أنّ الدلالة الرّاجحة لا تترك لاحتمال المرجوح .
ونزيده بياناً وتقريراً فنقول : لزوم ثبوت الحكم عند وجود العلامة والدلالة لمن وجدت فيه ، أمر يتعيّن العمل به والمصير إليه ، فمن تركه وقال بأنّ صاحب الصّفات المراد بإثبات الحكم له ليس هو هذا بل شخص غيره سيأتي فقد عدل عن النّهج القويم ووقف نفسه موقف اللّئيم .

197

نام کتاب : استخراج المرام من استقصاء الإفحام نویسنده : السيد علي الحسيني الميلاني    جلد : 1  صفحه : 197
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست