يفعل ، ويعلم ما يشهد ، يصلحه الله في ليلة ، يفتح المدينة الروميّة بالتكبير مع سبعين ألف من المسلمين من ولد إسحاق ، يشهد الملحمة العظمى مأدبة الله بمرج عكاء ، يبيد الظلم وأهله ، ويقيم الدين ، وينفخ الروح في الإسلام ، يُعِزّ الله به الإسلام بعد ذلّه ، ويحييه بعد موته ، يضع الجزية ، ويدعو إلى الله بالسيف ، فمن أبى قتل ومن نازعه خُذِل ، يظهر من الدين ما هو عليه في نفسه حتّى لو كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم حيّاً لحكم به . فلا يبقى في زمانه إلاّ الدّين الخالص عن الرأي ، يخالف في غالب أحكامه مذاهب العلماء فينقبضون منه لذلك ، لظنّهم أنّ الله تعالى لا يحدث بعد أئمّتهم مجتهداً . وأطال في ذلك وفي ذكر وقائعه معهم ، ثمّ قال : واعلم أنّ المهدي إذا خرج يفرح جميع المسلمين خاصّتهم وعامّتهم ، وله رجال إلهيّون يقيمون دعوته وينصرونه ، وهم الوزراء له ، يتحمّلون أثقال المملكة ويعينونه على ما قلّد الله له . ينزل عليه عيسى بن مريم عليه السلام بالمنارة البيضاء شرقي دمشق متّكياً على ملكين : ملك عن يمينه وملك عن شماله والنّاس في صلاة العصر ، فيتنحّى له الإمام من مكانه فيتقدّم ويصلّي بالنّاس يوم البأس بسنّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، يكسر الصليب ويقتل الخنزير . ويقبض المهديّ طاهراً مطهّراً . وفي زمانه يقتل السفياني عند شجرة بغُوطة دمشق ، ويخسف بجيشه في البيداء ، فمن كان مجبوراً من ذلك الجيش مكرهاً يحشر على نيّته ، وقد جاءكم زمانه وأظلّكم أوانه .