أبو الدرداء فأتانا فقال : أفيكم من يقرأ ؟ فقلنا : نعم . قال : فأيّكم أقرأ ؟ فأشاروا إليّ . فقال : إقرأ ، فقرأت : والليل إذا يغشى والنّهار إذا تجلّى والذكر والاُنثى ، فقال : أنت سمعتها من فيّ صاحبك ؟ قلت : نعم . قال : وأنا سمعتها من فيّ النبيّ وهؤلاء يأبون علينا » [1] . وفي ( صحيح البخاري ) أيضاً : « حدّثنا عمرو بن حفص حدّثنا أبي قال : حدّثنا الأعمش عن إبراهيم قال : قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم ، فقال : أيّكم يقرأ على قراءة عبد الله ؟ قال : كلّنا . قال : فأيّكم أحفظ ؟ فأشاروا إلى علقمة . قال : كيف سمعته يقرأ : ( والليل إذا يغشى ) ؟ قال علقمة : والذكر والاُنثى . قال : أشهد إنّي سمعت النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقرأ هكذا ، وهؤلاء يريدونني على أن أقرأ : ما خلق الذكر والاُنثى ، والله لا اُتابعهم » [2] . وفي ( صحيح الترمذي ) : « حدّثنا هناد نا أبو معاوية عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمة قال : قدمنا الشام فأتانا أبو الدرداء ، فقال : أفيكم أحد يقرأ على قراءة عبد الله ؟ فأشاروا إليّ ، فقلت : نعم . قال : كيف سمعت عبد الله يقرأ هذه الآية : ( والليل إذا يغشى ) ؟ قال : قلت : سمعته يقرؤها : والليل إذا يغشى والذكر والاُنثى . فقال أبو الدرداء : وأنا والله هكذا سمعت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو يقرؤها ، وهؤلاء يريدونني أن أقرأها : ] و [ ما خلق ، فلا اُتابعهم ; هذا حديث حسن صحيح ، وهكذا قراءة عبد الله بن مسعود : والليل إذا
[1] صحيح البخاري 6 : 210 . [2] صحيح البخاري 6 : 210 - 211 وفيه : عمر بن حفص .