اخترناك » [1] . ونعوذ بالله من هذه الاعتقادات الفاسدة في حق كلام الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ! موقف ابن مسعود ومن العجائب : ما يروونه عن عبد الله بن مسعود - هذا الصحابي الجليل - بالنسبة إلى هذا القرآن الموجود ، فقد جاء في ( جامع الأصول ) : « وزاد الترمذي : قال الزهري : فأخبرني عبيد الله بن عبد الله بن مسعود إنّه - أي ابن مسعود - كره لزيد بن ثابت نسخ المصاحف وقال : يا معشر المسلمين أُعزل عن نسخ المصاحف و يتولاّها رجل والله لقد أسلمتُ وإنّه لفي صلب رجل كافر - يريد زيد بن ثابت - ولذلك قال عبد الله بن مسعود : يا أهل العراق اكتموا المصاحف التي عندكم وغلّوها فإنّ الله يقول : ( ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ) فألقوا الله بالمصاحف » [2] . وفي ( فتح الباري ) : « وفي رواية النسائي وأبي عوانة وابن أبي داود من طريق أبي شهاب عن الأعمش عن أبي وائل قال : خطبنا عبد الله بن مسعود على المنبر فقال : ( ومن يغلل يأت بما غلّ يوم القيامة ) غلّوا مصاحفكم ، وكيف تأمرونني أن أقرأ على قراءة زيد بن ثابت وقد قرأت من فيّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم . وفي رواية خمير بن مالك بيان السبب في قول ابن مسعود هذا ، ولفظه : لمّا أمر بالمصاحف أن تُغَيَّر ساء ذلك عبد الله بن مسعود فقال : من استطاع ،
[1] اليواقيت والجواهر للشيخ عبد الوهاب الشعراني 1 : 162 . [2] جامع الأصول 2 : 506 / 975 - وانظر الترمذي 5 : 285 / 3104 .