وما هو الأولى بجمع الناس عليه من الأحرف السبعة ، لا أنّ الذي كُتب خطأ خارج عن القرآن . قال : فمعنى قول عائشة « حرّف الهجاء » اُلقي إلى الكاتب هجاء غير ما كان بالأولى أن يُلقى إليه من الأحرف السبعة . قال : وكذا معنى قول ابن عبّاس : كتبها وهو ناعس ، يعنى فلم يتدبّر الوجه الذي هو أولى من الآخر ، وكذا سائرها » [1] . وذكر مثل ذلك في رسالته ( جزيل المواهب ) : « ونظير ما قلناه من أنّ المذاهب كلّها صواب وأنّها من باب جائز وأفضل لا من باب صواب وخطأ : ما ورد عن جماعة من الصحابة في قرائات مشهورة أنّهم أنكروها على عثمان وقرؤوا غيرها . وأجاب العلماء عن إنكارهم بأنّهم أرادوا أنّ الأولى اختيار غيرها ولم يريدوا إنكار القراءة بها البتّة ، وقد عقدتُ لذلك فصلاً في الإتقان » . وقال في ( الإتقان ) بعد العبارة السابقة : « وأمّا قول ابن الأنباري ، فإنّه جنح إلى تضعيف الروايات ومعارضتها بروايات اُخر عن ابن عبّاس وغيره بثبوت هذه الأحرف في القرآن ، والجواب الأوّل أولى وأقعد » [2] . هذا ، وقد كان الأولى بالسيوطي أن يترك التعرّض لمثل هذه انحرافات كما تركها ابن حجر . . . ثمّ جاء في ( الإتقان ) ما هو الأعجب من ذلك ، حيث قال :
[1] الإتقان في علوم القرآن 2 : 328 - 329 . [2] الإتقان في علوم القرآن 2 : 329 .