آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ) إنّما هو : أفلم يتبيّن ، فهذه اللغات إنّما يتغيّر معانيها بزيادة حرف ونقصان حرف ، أفيحسب ذو عقل إنّ أصحاب محمّد صلّى الله عليه وسلّم أهملوا أمر دينهم حتّى فوّضوا عهد ربّهم إلى كاتب يخطئ فيه ، ثمّ يقرّه أبو بكر وعمر واُبيّ بن كعب رضي الله عنهم أجمعين ، حيث جمعوه في خلافة أبي بكر ثمّ من بعده مرّة اُخرى في زمن عثمان رضي الله عنه . . . » . وقد أشار الحكيم إلى ما رواه السيوطي في ( الإتقان ) إذ قال : « وما أخرجه ابن الأنباري من طريق عكرمة عن ابن عبّاس إنّه قرأ : أفلم يتبيّن الذين آمنوا أن لو يشاء الله لهدى الناس جميعاً ، فقيل له : إنّها في المصحف : أفلم ييأس الذين آمنوا ، قال : أظنّ الكاتب كتبها وهو ناعس » [1] . وهو في ( الدر المنثور ) : « أخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عبّاس رضي الله عنهما إنّه قرأ : أفلم يتبيّن الذين آمنوا ، فقيل له : إنّها في المصحف : أفلم ييأس الذين آمنوا ، فقال : أظنّ الكاتب كتبها وهو ناعس » [2] . ونصّ الحافظ ابن حجر على صحّته في ( فتح الباري ) : « روى الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلّهم من رجال البخاري عن ابن عبّاس إنّه كان يقرؤها : أفلم يتبيّن ، ويقول : كتبها الكاتب وهو ناعس » [3] .
[1] الإتقان في علوم القرآن 2 : 327 . [2] الدر المنثور 4 : 653 . [3] فتح الباري في شرح البخاري 8 : 300 .