بالتضعيف فلأنّ إسناده صحيح كما ترى ، وأمّا الجواب بالرمز وما بعده فلأنّ سؤال عروة عن الأحرف المذكورة لا يطابقه » [1] . ولقد أنصف القاضي ثناء الله الهندي - وهو أكبر تلامذة شاه ولي الله - إذ خطّأ عائشة وجعل قولها خرقاً للإجماع ، حيث قال في ( تفسيره ) في تفسير قوله تعالى : ( إن هذان لساحران ) : « واختلفوا في توجيهه ، فروى هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة أنّه خطأ من الكاتب . وهذا القول خطأ خارق للإجماع » . وكذا ابن السمين في تفسيره ( الدر المصون ) حيث قال : « ذهب جماعة منهم عائشة رضي الله عنها وأبو عمرو إلى أنّ هذا ممّا لحن فيه الكاتب واُقيم بالصواب ، يعنون أنّه كان من حقّه أن يكتب بالياء فلم يفعل ولم يقرأه النّاس إلاّ بالياء على الصواب » [2] . وقال السيوطي في ( الإتقان ) : « تذنيب : يقرب ممّا تقدّم عن عائشة ما أخرجه الإمام أحمد في مسنده وابن أشتة في المصاحف ، من طريق إسماعيل المكّي عن أبي خلف مولى بني جمح : أنّه دخل مع عبيد بن عمير على عائشة فقال : جئت أسألك عن آية من كتاب الله كيف كان رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقرؤها . قالت : أيّة آية ؟ قال : الذين يؤتون ما آتوا أو الذين يأتون ما آتوا . فقالت : أيّهما أحبّ إليك ؟ قلت : والذي نفسي بيده لإحداهما أحبّ إليّ من الدنيا جميعاً . قالت : أيّهما ؟ قلت : الذين يأتون ما آتوا . فقالت : أشهد أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم
[1] الإتقان في علوم القرآن 2 : 324 . [2] الدر المصون = تفسير ابن السمين 5 : 34 - 35 .