لحناً في ] خطّ [ المصحف » [1] . ونصّ النيسابوري صاحب ( التفسير ) على ركاكة القول المذكور حيث قال : « ولا يخفى ركاكة هذا القول لأنّ هذا المصحف منقول بالنّقل المتواتر » [2] . وهكذا الفخر الرازي . . . فإنّه بعد حكاية القول بذلك عن عثمان وعائشة قال : « واعلم أنّ هذا بعيد » [3] ولا استبعاد في استبعاده بل في كفر قائله بإجماع أهل العلم على ما في ( الشفاء ) للقاضي عياض [4] . والسيوطي تحيَّر بعد نقل تلك الآثار في حلّها ، فإنّه قال : « وهذه الآثار مشكلة جدّاً ، وكيف يظنّ بالصّحابة أوّلاً : إنّهم يلحنون في الكلام فضلاً عن القرآن وهم الفصحاء اللّد ، ثمّ كيف يظنّ بهم ثانياً : في القرآن الذي تلقّوه من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم كما اُنزل وحفظوه وضبطوه وأتقنوه ، ثمّ كيف يظنّ بهم ثالثاً : اجتماعهم كلّهم على الخطأ وكتابته ، ثمّ كيف يظنّ بهم رابعاً : عدم تنبّههم ورجوعهم عنه . ثمّ كيف يظنّ بعثمان إنّه ينهى عن تغييره ؟ ثمّ كيف يظنّ أنّ القرآن استمرّ على مقتضى ذلك الخطأ وهو مرويّ بالتّواتر خلفاً عن سلف ، هذا ممّا يستحيل شرعاً وعقلاً وعادة » [5] . ثمّ إنّ السيوطي حاول الإجابة عن الإشكالات فقال : « وقد أجاب العلماء عن ذلك بثلاثة أوجه :
[1] الكشاف في تفسير القرآن 1 : 582 . [2] تفسير النيسابوري = غرائب القرآن 6 : 529 . [3] تفسير الفخر الرازي 11 : 106 . [4] الشفا بتعريف حقوق المصطفى 2 : 646 - 647 . [5] الإتقان في علوم القرآن 2 : 321 .