حيث أفاد أنّ العلوم كلّها مجموعة عنده ، وأنّه يجب على الناس طلب العلم ، وأنّ الطريق الوحيد إليه هو مولانا عليّ بن أبي طالب عليه السلام . وكذلك كان أمير المؤمنين عليه السلام . . . فقد كان المرجع الوحيد للمتصدّين للأمر ، وكبار الصحابة ، فكم من مشكلة علميّة عجزوا عن حلّها أو مسألة فقهيّة جهلوا الحكم الشرعي فيها ، فكان هو المرجع وإليه المفزع ، حتّى قال الحافظ النووي بترجمته : « وسؤال كبار الصّحابة له ورجوعهم إلى فتاواه وأقواله في المواطن الكثيرة والمسائل المعضلات ، مشهور » [1] . وإنّ ذلك من أقوى الأدلّة على إمامته المطلقة وولايته العامّة بعد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم . . . لأنّ من أولى الصفات المعتبرة في الإمام - عند علماء الكلام من الخاصّة والعامّة - هو العلم : قال شارح المواقف : « المقصد الثاني ، في شروط الإمامة ، الجمهور على أنّ الإمامة ومستحقّها من هو مجتهد في الاُصول والفروع ، ليقوم باُمور الدين ، متمكّناً من إقامة الحجج وحلّ الشّبه في العقائد الدينيّة ، مستقلاًّ بالفتوى في النوازل وأحكام الوقائع ، نصّاً واستنباطاً ، لأنّ أهمّ مقاصد الإمامة حفظ العقائد