قال : وأما علي فلم يتفق المسلمون على مبايعته ، بل وقعت الفتنة في تلك المدة ، وكان السيف في تلك المدة مكفوفا عن الكفار مسلولا على أهل الإسلام [1] . وهذا كان حجة من كان يربع بذكر معاوية ولا يذكر عليا [2] . ولم يكن في خلافة علي للمؤمنين الرحمة التي كانت في زمن عمر وعثمان ، بل كانوا يقتتلون ويتلاعنون ، ولم يكن لهم على الكفار سيف ، بل الكفار كانوا قد طمعوا فيهم ، وأخذوا منهم أموالا وبلادا [3] . فإذا لم يوجد من يدعي الإمامية فيه أنه معصوم وحصل له سلطان بمبايعة ذي الشوكة إلا علي وحده ، وكان مصلحة المكلفين واللطف الذي حصل لهم في دينهم ودنياهم في ذلك الزمان أقل منه في زمن الخلفاء الثلاثة ، وعلم بالضرورة أن ما يدعونه من
[1] منهاج السنة 4 / 161 [2] منهاج السنة 4 / 162 . [3] منهاج السنة 4 / 485 .