نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 34
عذت بربي وربكم أن ترجمون ، أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب " . ثم أناخ راحلته فعقلها عقبة بن سمعان وزحف القوم إليه وجالت خيولهم ، فدعا بفرس رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المرتجز وعمامته ودرعه وسيفه ، فركب الفرس ولبس الآثار ووقف قبالة القوم ، فاستنصتهم فأبوا عليه ، ثم تلاوموا فنصتوا ، فخطبهم : حمد الله وأثنى عليه ، واستنشدهم عن نفسه الكريمة وما قال فيها جده رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعن فرس رسول الله ودرعه وعمامته وسيفه ، فأجابوه بالتصديق ، فسألهم لم يقتلونه ؟ فأجابوه لطاعة أميرهم . فخطبهم ثانيا وقال : " تبا لكم أيتها الجماعة وترحا ، أحين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في أيمانكم ، وحششتم [1] علينا نارا اقتدحناها على عدونا وعدوكم ؟ فأصبحتم البا لأعدائكم على أوليائكم بغير عدل أفشوه فيكم ، ولا أمل أصبح لكم فيهم ، فهلا لكم الويلات تركتمونا والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لم يستحصف ، ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدباء وتداعيتم إليها كتهافت الفراش ، فسحقا لكم يا عبيد الأمة ، وشذاذ الأحزاب ، ونبذة الكتاب ، ومحرفي الكلم ، وعصبة الإثم ونفثة الشيطان ، ومطفئ السنن ، ويحكم أهؤلاء تعضدون ، وعنا تتخاذلون ؟ ! أجل والله ، غدر فيكم قديم وشجت عليه أصولكم ، وتآزرت عليه فروعكم ، فكنتم أخبث ثمر ، شجى للناظر وأكلة للغاصب ، ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة ، وهيهات منا الذلة ، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون ، وحجور طابت وطهرت ، وأنوف حمية ، ونفوس أبية ، من أن نؤثر طاعة اللئام ، على مصارع الكرام ، ألا وإني زاحف بهذه الأسرة على قلة العدد وخذلان الناصر ! ثم أنشد أبيات فروة بن مسيك
[1] قال الجوهري : حششت النار أحشها حشا : أوقدتها . راجع الصحاح : 3 / 1001 .
34
نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 34