نام کتاب : أبصار العين في أنصار الحسين ( ع ) نویسنده : الشيخ محمد السماوي جلد : 1 صفحه : 33
وعلى ملائكته وأنبيائه بأحسن ما يجب ، فلم ير متكلم قط أبلغ منه لا قبله ولا بعده ، ثم قال : " أما بعد ، فانسبوني من أنا ، ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها ، فانظروا هل يصلح لكم قتلي وانتهاك حرمتي ؟ ألست ابن بنت نبيكم ، وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين المصدق لرسول الله بما جاء به من عند ربه ؟ ! أوليس حمزة سيد الشهداء عمي ؟ ! أوليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي ؟ ! أوليس بلغكم ما قال رسول الله لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة ؟ ! فإن صدقتموني بما أقول وهو الحق فوالله ما تعمدت الكذب منذ علمت أن الله يمقت عليه أهله ، وإن كذبتموني فإن فيكم من أن سألتموه عن ذلكم أخبركم ، سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري ، وأبا سعيد الخدري ، وسهل بن سهل [1] الساعدي ، وزيد بن أرقم ، ومالك بن أنس ، يخبروكم أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله . أما في هذا حاجز لكم عن دمي ؟ ! فقطع عليه شمر كلامه وأجابه حبيب بن مظهر بما يأتي في ترجمته . فعاد الحسين إلى خطبته وقال : " فإن كنتم في شك من هذا أفتشكون أني ابن بنت نبيكم ؟ ! فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم ، ويلكم أتطلبوني بقتيل فيكم قتلته أو مال لكم استهلكته ، أو بقصاص جراحة " ؟ ! فأخذوا لا يكلمونه ، فنادى : يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث ، ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب ، وإنما تقدم على جند لك مجندة ؟ ! فقال له قيس بن الأشعث : نحن لا ندري ما تقول ، ولكن انزل على حكم بني عمك فإنهم لا يرونك إلا ما تحب . فقال له الحسين : " أنت أخو أخيك ، أتريد أن تطالب بأكثر من دم مسلم " ؟ ! ثم قال : " لا والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ، ولا أفر فرار العبيد ، يا عباد الله ، إني