responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تثبيت الإمامة نویسنده : قاسم بن إبراهيم الرسي    جلد : 1  صفحه : 48


وما ملكه الله من أهله أولى عند المكابرة من أحد بدا ، ولما فرق بين سيد وعبد ، ولو كان ذلك كذلك ، لصير به إلى الفناء والمهالك ، ولما أنسل ولا اغتذى ضعيف مع قوي ، ولا سلم رشيد من الخلق مع غوي ، ولبطلت الأشياء وفسدت الدنيا ولكنه جل ثناؤه وتباركت بقدسه أسماؤه جعل للناس في البدء والدا ( 32 ) ، وحد لهم به في الأشياء حدا أدبهم جميعا عليه ، ونهاهم عن المخالفة له فيه ، ثم جعل للمتأدبين فيه بأدبه ثوابا ، وعلى المخالفين إذ ما نهاهم عنه عقابا ( 33 ) .
فكان كل إنسان أولى بمتعلمه ، واثق بما ملكه الله من أهله فلو تركوا فيه بغير إبانه دليل ، أو كانوا خلوا في خلاف له من التنكيل ، لوثب بعضهم فيه على بعض ، ولفنى أكثر من في الأرض ، لما يقع في ذلك من الحروب واغتصاب النساء والنهوب ، ولكان في ذلك لو كان من الفساد في معرفة الأب الرحيم والأولاد ما يقطع بعاطف الرحمة ، وما جعله الله سببا للنسل والتربية ، إذ لا يعرف والد ولدا ولكن وضع للنكاح في ذلك حدا بين كنهه ومداه ، ونهى كل امرئ أن يتعداه ليعرف كل إنسان ولده فيغذوه بعطفه ، وفي عطفه رأفة الأبوة عليه ، فلا يخفوه ولا يعدوه وذلك ليتم ما أريد بالناس من التناسل والبقاء إلى غاية ما قدر لهم ودبر من الانتهاء .
وإذا كان الناس على ما ذكرنا مأمورين في الغذاء ، ومحدودة لهم وعليهم الحدود في مناكحة النساء ، لم يكن لهم أن يتناسلوا من ذلك شيئا رفيعا كان منه أو دنيئا إلا على ما جعل الله لهم ، وقدر حكمه بينهم ، وإذا كان كذلك ، وحكم الله فيه ما حكم به من ذلك ، لم ينل طالب منهم مطلوبة ، ولم يدرك محب فيه محبوبه إلا


32 - آدم عليه السلام . 33 - وهذا ما فعله الله مع آدم عليه السلام : حيث حد له في الجنة حدودا لا يتعداها وهو نهيه عن الشجرة ونهاه عن المخالفة ، وجعل طاعته جزاؤها بقاؤه في الجنة ويجزى بمخالفته عقابه بخروجه منها .

48

نام کتاب : تثبيت الإمامة نویسنده : قاسم بن إبراهيم الرسي    جلد : 1  صفحه : 48
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست