وأما الذي يدل على اعتبار خصال الإمامة التي ذكرنا فهو إجماع المسلمين . فإن قيل : فسروا لنا هذه الخصال . فقل : أما العلم ، فإنه يكون عارفا بتوحيد الله وعدله [1] ، وما يدخل تحت ذلك ، وأن يكون عارفا بأصول الشرائع وكونها الأدلة ، وهي أربعة : الكتاب ، والسنة ، والإجماع ، والقياس ، والمراد بذلك [2] أن يكون فهما في معرفة أوامر القرآن والسنة ونواهيهما ، وعامهما ، وخاصهما ، ومجملهما ، ومبينهما ، ناسخهما ، ومنسوخهما ، عارفا بمواضع الوفاق ، وطرق الخلاف في فروع الفقه ، لئلا يجتهد في مواضع الاجماع ، فيتحرى في معرفة القياس والاجتهاد ، ليمكنه رد الفرع إلى أصله [3] .
[1] - في ( ط ) : وعبادته ، وما أثبته من ( س ) ، وهو الصواب . [2] - قال في الصراط المستقيم : الإشارة إما إلى اللفظ وهو قوله : عارف بأصول الشرائع وكونها أدلة ، أو إلى المعنى وهو بيان القدر المحتاج إليه من الفقه . [3] - في المطبوع : ليمكنه رد الفعل إلى الأصل ، وهو غلط .