رجل اسمه : محمد بن عبد الله ، والمعلوم ضرورة أنه ادعى النبوة ، وأنه جاء بالقرآن بعد ادعاء النبوة ، وأنه مشتمل على آيات التحدي ، وأنه كان يتلوها على المشركين ويسمعونها وهم النهاية في الفصاحة ، والمعلوم ضرورة شدة عداوتهم له . وإنما قلنا : بأنه معجز لأنه تحداهم على أن يأتوا بمثله فعجزوا [1] ، ثم تحداهم على أن يأتوا بعشر سور مثله فعجزوا [2] ، ثم تحداهم بأن يأتوا بسورة من مثله [3] فلم يقدروا على ذلك ، لأنهم لو قدروا على معارضته - مع شدة عداوتهم له وعلمهم بأن معارضته بمثل ما جاء به [4]
[1] - يريد قوله تعالى : * ( قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) * [ الإسراء : 88 ] . [2] - يريد قوله تعالى : * ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) * [ هود 13 ] . [3] - يريد قوله تعالى : * ( أم يقولون افتراه قل فأتوا بسورة من مثله وادعوا من استطعتم من دون الله إن كنتم صادقين ) * [ يونس : 38 ] . [4] - في ( ط ) : بمثل جاء به . وما أثبته من ( س ) وهو الصواب .