تعالى عالم بها فهو تعالى عالم بها ، لأنها من جملة المعلومات ، وعلمه [1] بها لم يحمل العبد على فعلها ، ولم يجبره على صنعها كما تقدم [2] .
[1] - في ( ط ) : ولكن علمه . وما أثبته من ( س ) . [2] - قال الإمام زيد في جواب رسالة جاءته من المدينة : " وذكرت أن قوما قد أقاموا على سخط الله تعالى وعصيانه ، ومخالفته ، وأنهم إذا نهوا عن ذلك قالوا : الله أراد هذا ، الله قدر هذا . فأرسلوا أنفسهم في الذنوب ، ولجوا في المعاصي ، فأحببت أن أكتبت إليك ما أرى في ذلك . والذي أقول في ذلك وأرضاه : أن تقرأ القرآن وتدبره ، فتنظر ما أراده الله ، وأوجبه فتضيفه إلى الله ، وما كرهه فتضيفه إلى صانعه . أرأيت قوله في كتابه : * ( ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم ) * [ الزمر : 7 ] . أرأيت قوله : * ( يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ) * [ البقرة : 185 ] . أرأيت قوله تعالى : * ( وقالوا لو شاء الله ما عبدناهم ما لهم بذلك من علم إن هم إلا يخرصون ) * [ الزخرف : 20 ] ، هذا كله قول الله عز وجل وهو أصدق من قولهم . ثم إني أرتضي لك ألا تخرج العاصين من قدرة الله تعالى ، ولا تعذرهم في معصية الله ، ومن قال : إنه قد ملك أعماله مع الله فقد أشرك بالله ، ومن قال : أنه قد ملكها دون الله تعالى فقد كفر بالله ، ولكن القول الذي أرضاه في هذا الباب اتباع [ لما في القرآن ] ، فإذا أطعت شكرت الله تعالى ، وإن عصيت استغفرت الله تعالى " .