responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل نویسنده : السيد محمد بن عقيل    جلد : 1  صفحه : 14


فيا ليت ذاك الود والنصح لم يكن * ويا ليته كان الخصيم المعاديا فهالني هذا الصنيع ، وأفظعني ذلك الحكم ، واستغربته كل الاستغراب ، وقلت إن هذا لهو التباب .
غير أن ظهر لي أن لكثير من المتقدمين بعض أعذار سوغت لهم ما سوغت ، وقلدهم المتأخرون هيبة الانفراد عنهم ، وفرقا من أن ينبزوا بالرفض . وقد كان في بعض الأعصار خير للإنسان أن يتهم بالكفر فضلا عما دونه من أن يهتم بموالاة علي وأهل بيته عليهم والسلام .
وأقدم قبل الشروع في الانتقاد ثنائي الجميل لأولئك النقاد ، فلقد جاهدوا أشرف جهاد ، ولم يزالوا بين مردود عليه وراد ، والعصمة لمن اختصه الله بها من صفوة العباد ، فلا وصمة عليهم فيما نشير إليه مما نرى أنهم أخطأوا فيه السداد . لا سيما وقد أضطر كثير من المتقدمين إلى التقية ، بمجاراتهم أهل الشوكة والعصبية . لتسلم نفوسهم من القتل ، وأعضاؤهم من القطع ، وأجسادهم من التعذيب ، وأبشارهم من التمزيق ، وشعورهم من المواسي ، وأرجلهم من العرقبة والقيود ، وبيوتهم من الهدم ، وأعراضهم من الهتك وعدالتهم من الجرح ، وليتلقى ما يروونه بالقبول .
وقد صدرت من بعضهم فلتات حملهم عليها إيمانهم القوي ، وحبهم الثابت للنبي والوصي ، ولأهل البيت الزكي ، عليهم الصلاة والسلام . فرووا أحاديث مما جاء عن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم في فضل آله الأعلام ، وشيعتهم الكرام ، وفي ذم أعدائهم الطغام ، المنافقين اللئام .
فاستهدفوا للمحنة والفتنة ، ونالتهم إلا من عصم الله الأيدي والألسن والأسنة ، وادخر الله لهم أجرهم عنده في الجنة . وسلم قليل منهم بعد المخاطرة ، فربح الدنيا والآخرة . وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم .
وقد زالت - ولله الحمد - الموانع عن إظهار الحق ، فلم يبق عذر في إخفائه للعالم به . فكتبت هذه الأوراق لتكون تذكرة لي ولأمثالي وسميتها : " العتب الجميل ، على أهل الجرح والتعديل " واشتراط على كل من يقف عليها ، أن يفحص ما أنقله وما أقوله ، ويعرضه قبل اعتقاده والعمل به على محكم كتاب الله جل جلاله ، وعلى صحيح سنة نبيه محمد صلى الله عليه آله وسلم ، ثم يقبل من ذلك ما شهدا له بالصحة وينبذ غيره . وليعذرني العالم الخبير ، في التقصير الكثير . فإني مقر ومعترف بقلة البضاعة ، وكثرة الإضاعة ، وبأني طفيلي في هذه الصناعة ( إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت ، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب ) .

14

نام کتاب : العتب الجميل على أهل الجرح والتعديل نویسنده : السيد محمد بن عقيل    جلد : 1  صفحه : 14
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست