ومخالطتك له كمخالطة الشاة للذئب . ففر منه فرارك من الأسد ، فما خالطه صالح إلا فسد ، وطريقته في الوسوسة طريقة إخوانه من شياطين الجن ، فإن الشيطان لا يأمر إلا بالشر ، لكنه يجعله في صورة الخير ، كما قال إبليس : ( هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى ) [1] ، ( وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين ) [2] . ولهذا يقول الله سبحانه : ( وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم ) ( 2 ) فشياطين الإنس يجادلون بوحي شياطين الجن . قال تعالى : ( وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ) ( 4 ) ، فإياك أن يغرك