نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 9
قال الإمام يحيى بن حمزة - عليه السلام - في مقدمة كتاب ( الإنتصار ) ما لفظه : المقدمة الثالثة في تصويب الآراء في المسائل الخلافية والأنظار الاجتهادية واعلم أن هذه المقدمة لا بد للفقيه الخالي من علم الأصول ، من إحرازها والإحاطة بها ، لأوجه ثلاثة : أما أولا : فلأن نعلم فضل هذا الرسول صلى الله عليه وعلى آله على غيره من الأنبياء ، بما خصه الله تعالى بما لم يخص به غيره من الرسل ، وفضل هذه الشريعة على غيرها من سائر الشرائع المتقدمة ، باتساع طرقها وامتداد أطرافها ، وفضل هذه الأمة على غيرها من الأمم السابقة بأن جعلهم حاكمين في كل حادثة بأنظارهم الثاقبة ، وفاصلين في كل قضية بمواد فكرهم الصائبة . أما ثانيا : فلأن لا يستوحش الناظر لما يرى من كثرة الخلاف في كل مسألة من المسائل الاجتهادية ، فإذا تحقق أنها كلها صائبة هان عليه الأمر ولم يعظم عليه الخطب ، فيبقى في حيرة من أمره فإذا عرف أنها كلها على الحق زال عنه الخوف ، وزاح عنه الطيش والفشل . وأما ثالثا : فلأن لا يستعجل إلى تخطئة من يخالفه في المسالك ، فيحكم له بخطأ أو بهلاك من غير بصيرة ، ومع إدراك هذه الخصلة - أعني معرفة التصويب - لا يستعجل بهلاك من يخالفه ، وكيف يقع الهلاك والآراء
9
نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 9