نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 58
ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات ) [ فاطر : 33 ] [1] ، والمقتصد والسابق بالخيرات على الحق ، وقال تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون بالبينات والزبر ) [ النحل : 43 - 44 ] ، فأمر سبحانه بسؤال أهل الذكر لعلمه أنهم على الحق ، إذ لو كانوا على الباطل لم يأمر تعالى بسؤالهم ، لأن ذلك من صفات النقص ، وهي لا تجوز على الله تعالى عنها ، ولقوله تعالى : ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ) [ الإسراء : 9 ] ، فلو كانوا على الباطل لكان قوله تعالى : ( فاسألوا أهل الذكر ) هاديا لغير التي هي أقوم ، وذلك تكذيب لله تعالى علوا كبيرا ، وهو لا يجوز عليه تعالى . ثم نظرنا هل تلك الفرقة مستمرة ؟ فإذا القرآن ناطق باستمرارها لأنه خطاب للأمة إلى آخر الدهر ، قال تعالى ملقنا لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم : ( لأنذركم به ومن بلغ ) الأنعام : 19 ] ، قد أمر تعالى جميع المخاطبين بسؤال أهل الذكر إن كانوا لا يعلمون بالبينات والزبر . وكذلك سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جارية على
[1] - روى الحسن بن الحكم الحبري ، عن حسن بن العرني ، عن يحيى بن مساور ، عن أبي خالد الواسطي ، عن الإمام زيد بن علي في قوله : ( ثم أورثنا الكتاب . . ) الآية ، قال : الظالم لنفسه المختلط منا بالناس ، والمقتصد العابد ، والسابق : الشاهر سيفه يدعو إلى سبيل ربه . أنظر : تفسير الحبري 355 ، شواهد التنزيل رقم ( 783 ) .
58
نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 58