نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 55
مراده تعالى المصيب وأخطأه المخطئ ، فهذا خارج من ذلك التقسيم . وأورد على ذلك قوله تعالى : ( ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما وسخرنا مع داود الجبال يسبحن والطير وكنا فاعلين ) [ الأنبياء : 79 ] . وقوله تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) [ الحشر : 5 ] ، ولا حجة لهم في الآيتين على تصويب المجتهدين عند الاختلاف . أما الآية الأولى فهي حجة لنا ، لأنه لو كان داود عليه السلام وسليمان عليه السلام مصيبين معا لم يكن لتخصيص سليمان عليه السلام بالتفهيم فائدة ، وقوله : ( وكلا آتينا حكما وعلما ) [ الأنبياء : 79 ] احتراس من سوء توهم المتوهمين أن داود عليه السلام لم يكن ذا حكم وعلم على الإطلاق ، لو اقتصر على قوله : ( ففهمناها سليمان ) [ الأنبياء : 79 ] ، كما في قوله تعالى : ( أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين ) [ المائدة : 54 ] فإنه ربما توهم أن ذلك لضعفهم ، وكقول كعب بن سعيد العنوي شعرا : حليم إذا الحلم زين أهله مع الحلم في عين العدو مهيب فإنه لو اقتصر على وصفه بالحلم ربما توهم ذلك لضعفه . وأما قوله تعالى : ( ما قطعتم من لينة أو تركتموها قائمة على أصولها فبإذن الله ) [ الحشر : 5 ] فمعناها الإباحة فقط ، لأنه سوى سبحانه بين القطع والترك ، وأباح ذلك لكل من الفريقين ، ولا يجوز مثل ذلك من
55
نام کتاب : الإرشاد إلى سبيل الرشاد نویسنده : المنصور بالله القاسم جلد : 1 صفحه : 55